الرأي , سواليف

التجار والظلم البين

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

أعرف أن الكثير من الناس ، لا يعجبهم الكاتب الذي يثني على رجال الأعمال في المملكة . فالصورة الذهنية لدى أولئك الناس ، هي أن رجال الأعمال أو ما يطلق عليهم “التجار” ، يأكلون من خيرات البلد ولا يقدمون شيئا يذكر لمجتمعهم . هذه الصورة السلبية جعلتهم فريسة للنقد والتجريح في بعض الأحيان . وفي ذلك “ظلم بين” .

ربما كانت هناك أعذار لمن ينتقد ويوزع اتهاماته ، عندما لم تكن هناك وسائل للتواصل الإجتماعي . لكن لا عذر في أيامنا هذه لمن يسيء أو يهاجم . فأي شخص مهما كانت وظيفته أو تأهيله ، يملك حسابا في إحدى وسائل التواصل ومن خلاله يعرف كل صغيرة وكبيرة عما يدور في المجتمع من نشاطات أو جهود يبذلها “التجار” لخدمة مجتمعهم . فكم من عمل خيري تبنوه ، وكم من مبادرة خيرية تكفلوا بها ، وكم من مشاريع تعليمية أو سكنية تحملوا تكاليفها والإشراف عليها ، والحال نفسه ينطبق على المشاريع الصحية والنوعية . حتى أن تكاليف بعض تلك المشاريع وصل لعشرات ، بل لمئات الملايين من الريالات . ومن الخطأ الفادح ألا يجدوا من ينصفهم أو يقول لهم شكرا على كل ما قدموه لخدمة مجتمعهم .

رجال الأعمال في مختلف مناطق المملكة ، لم يقصروا بدعمهم ، ولم يتقاعسوا عن القيام بمسؤلياتهم الإجتماعية . والجميل أن هناك منهم من لم ينس مسقط رأسه ، فكانت بصماته واضحة على منطقته وأهله رغم أنه عاش معظم حياته بعيدا عنهم . وهذا نوع من الوفاء لمجتمع يستحق الوفاء . هؤلاء الرجال يدركون أن الدولة ليست عاجزة عن القيام بما يقومون به ، لكنها تشجعهم على ذلك كنوع من المواطنة وتقوية للحمة الوطنية .

في مجتمع شرقي كمجتمعنا ، يعتقد البعض منه ، بأن أي مشروع يقوم به رجل الأعمال ، هو في الأصل مشروع مشكوك فيه ، وأن كل ريال يكسبه من هذا المشروع ، هو نتيجة لجشعه واستغلاله للناس . هؤلاء لا يفكرون بحجم المخاطرة التي يقوم بها رجل الأعمال ، ولا بما سيخلقه مشروعه من وظائف لهم ولغيرهم من المواطنين ، ولا بما سيضيفه للإقتصاد الوطني وما سيؤثر فيه على التنمية بشكل عام .

رجال الأعمال ، ومشاريعهم ، وشركاتهم ، ليست جمعيات خيرية . ورؤوس أموالهم جمعوها بالتعب والمخاطرات . ومن المؤكد بأن أي مبادرة منهم لخدمة مجتمعهم ، هي مبادرات تستحق الإحترام والتقدير والشكر . ولعل الأمثلة كثيرة ، والمبادرات الخيرية منتشرة في كل منطقة من مناطق المملكة . لكنني ومن باب إعطاء الأمر حقه ، سوف أترك ذلك لمقال آخر . لكنني هنا وحتى تستمر تلك المبادرات والعطاء من رجال الأعمال ، أنصحكم بتقدير كل ما يقدمونه من دعم للعمل الإنساني ، وشكرهم على كل عمل خير يقومون به . فالتشكيك فيهم ونقدهم دون وجه حق ، ظلم لا يقبله عقل ولا يقره دين . ولكم تحياتي.

رد واحد على “التجار والظلم البين”

  1. يقول عبدالله خالد:

    استاذ محمد كلامك صحيح ولمن ينطبق على البعض القليل وليس الكل،فهنالك تجار جشعون يحمعون المال وهذا من حقهم لكنهم لايقدمون اي عمل خيري للمجتمع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *