الرأي , سواليف

يا سيد القارة وزعيمها

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

في كل مرة يكتب أحد الزملاء كلاماً جميلاً عن الهلال ، حتى لو لم يكن هلالياً ، يتعرض لتنمر غريب ، واتهام بالمجاملة ، أو بالبحث عن الشهرة ، وكأن المطلوب ألا تقال كلمة واحدة تعطي هذا الفريق حقه من التقدير عطفاً على ما يحققه في أرض الملعب . فذاكرة أولئك الذين يتنمرون ، لا تذكر إلا ما قاله هذا الكاتب في مدح الهلال وقت ما يستحق المديح ، بينما تنسى أو تتجاهل أي نقد سبق وأن قاله ضد الهلال عندما يكون النقد مطلوباً .

بعد تحقيق الهلال لبطولة كأس آسيا الأخيرة ، اندفع رواد وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة في موقع “تويتر” نحو جبهتين متناقضتين . إحداهما تناصر الهلال وتمجّده وتراه بطل العالم ، والثانية تشكك في تحقيقه للقب الآسيوي وتبحث عما يقلل من أهمية بطولته القارية ، وإذا كانت تلك المشاغبات قد تخللتها بعض النكات وطرائف المواقف ، إلا أن هناك بعض التجاوزات التي تحتاج لمن يوقف مرتكبيها ويحيلهم إلى الجهات المعنية باعتبارها فوضى وتجاوزاً على الغير .

تلك الردود كانت متوقعة . فالحملة الكبيرة والخطيرة التي شنها بعض الكتاب والمشاركين في البرامج الرياضية على الهلال قبل بدء مباراة الذهاب ، كانت كافية لتحريض الجماهير ، وهي السبب الرئيس خلف ردة الفعل التي لاحظناها بما فيها من تجاوزات من الجانب الآخر . فلكل فعل ردة فعل . ومن لم يتوقع مثل تلك الردود ، حتما لا يجيد قراءة الأحداث .

المطلوب من كل الأندية التي تريد تحقيق البطولات ، أن تسلك مسلك نادي الهلال . بدءاً من مسلك أعضاء الشرف ، ومروراً بدور كل رئيس ، وانتهاءً بالعلاقة التي تربط هذا الكيان بلاعبيه السعوديين أو الأجانب ، والعلاقة بين رجاله وجمهوره الغفير . باختصار فإن الهلال يسير وفق عمل مؤسسي ، لا يخضع للاجتهادات ، ولا للأنانية وحب الذات ، ولا للاختلافات مهما كانت عميقة وكبيرة . فمنذ أن قام مؤسسه الراحل الكبير الوالد عبدالرخمن بن سعيد – يرحمه الله – بالإعلان عن تأسيسه ، والهلال يسير على نفس النهج . رئيس يأتي ويحقق إنجازاته ثم يرحل ، ويأتي رئيس آخر ليفعل كسابقه ، وهكذا يكون التنافس بين الرؤساء في عدد البطولات التي يحققها كل رئيس .

الهلال مدرسة في الإدارة ، وكلية في الوفاء والإخلاص ، وجامعة في المثالية التي يتمسك بها كل من ينتمي لهذا النادي . وإذا أراد أي نادٍ آخر منافسته فليس أمامه إلا اتباع نفس المسلك الذي أشرت إليه ، وهو العمل المؤسسي بكل حذافيره .

اليوم تعيش الرياض واحدة من أجمل لياليها ، من خلال حفل كبير وعد معالي المستشار تركي آل الشيخ أن يكون أكبر حفل في الشرق الأوسط . فالعرس غير عادي ، والمهر كأس قاري ، والعرسان – أو لنقل الفرسان – أبطال أعادوا هيبة الكرة السعودية التي كانت وبإذن الله ستبقى سيدة آسيا . فالحفل اليوم وإن كان بصبغته الزرقاء ، إلا أن الفرح أخضر يمثل كل سعودي في هذا الوطن . ولكم تحياتي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *