الزعامة الزرقاء وكأس الخليج

من الواضح بأن المزاج المحلي يتجه نحو مواصلة الحديث عن كرة القدم . سواء تعلق الأمر بالفوز التاريخي للزعيم الآسيوي ” الهلال ” ، أو ببطولة كأس الخليج التي يشارك فيها منتخبنا الوطني . وليس أدل على ذلك مما لاحظته يوم أمس من تفاعل المتابعين المتباين بين مقال كتبته نحو قضية هامة تتعلق بالبطالة وبمجلس الشورى ، وبين تغريدة واحدة غردت بها حول ما كان يعرف ب ” العالمية صعبة قوية ” . ففي الوقت الذي وصلت فيه مشاهدة تلك التغريدة إلى ربع مليون ، وحوالي ‘إثنتي عشرة ألف مشاركة ، لم يحظى مقالي إلا بحوالي عشرين ألف قراءة . أي أن التغريدة حظيت بقراءة عشرة أضعاف قراءة للمقال . مما يؤكد بأن مجتمعنا لا يزال منغمسا حتى الثمالة ، ما بين الفرحين والشامتين والمتكدرين .

لا غرابة في ذلك .. فحتى دورة الخليج التي انطلقت أمس ، والتي كانت في يوم من الأيام حديث المجتمع كباره وصغاره بما فيهم العائلات داخل بيوتهم ، باتت اليوم في الصف الثاني خلف الحدث الرياضي المثير المتمثل بفوز الهلال وتحقيقه لبطولة الأندية الآسيوية ابطال الدوري .

رغم كل ما قيل حول الآثار السلبية للتعصب الكروي ، وما طالب به بعض النقاد من ضرورة ضبطه قبل استفحاله ، أرى بأن عودة الكرة السعودية تحتاج إلى القليل من ذلك التعصب ، لأنه هو من يخلق المنافسة ويبث روح التحدي ، ويساهم في رفع الهمم وتحقيق البطولات . وقد يتهمني البعض بأنني أشجع على الفوضى والتناحر والتحدي غير المنضبط . لكن هذه هي الحقيقة ، فلولا التنافس والتحدي ، لما قاتل الهلاليون طيلة هذه السنوات ليتخلصوا من العقدة الآسيوية رغم أنه كان في خزائنهم ست بطولات آسيوية سابقة .

الرياضة مثلها مثل أي نشاط أو حدث آخر … فيها خطوط خضراء وأخرى حمراء ، فإذا ما تجاوز الشخص الخطوط الحمراء فإن هناك نظام وقانون يردعه ويوقفه عند حده . وأجزم بأنه لو تم تعديل بعض القوانين وإضافة قوانين جديدة لمعالجة تجاوزات التنافس الرياضي ، فلن نجد أي تجاوز سواء كان المتجاوز رئيسا للنادي أو كان مشجعا عاديا . وإذا كنا قد نجحنا في ضبط تجاوزات المتحرشين بالفتيات بفضل القوانين والعقوبات الواضحة للجميع ، فإن ضبط التنافس والتعصب في حدوده المعقولة والمطلوبة لتفعيل المنافسات ، لن يكون أمرا صعبا .

صحيح أن المثالية مطلوبة والتعصب منبوذ ، لكن القليل منه يعتبر وقودا يشعل منافساتنا ويشجع أنديتنا على السعي لتحقيق الأفضل . وللحديث بقية ولكم تحياتي