الرأي , سواليف

لماذا يكرهون المدرسة؟!

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

قبل أن نجلد أنفسنا ونكيل لأبنائنا التهم بالغباء والكسل والبلادة بسبب كرههم للمدرسة ، يجب علينا أن نفهم أن كره الطلاب للمدارس يكاد يكون ظاهرة في معظم دول العالم ، وليس في الوطن العربي دون غيره ، ومن يبحث أو يحاول البحث في هذا الموضوع ، سيدرك أن الأمر لا يختلف إلا في طرق التعبير ، ولا يستثنى من ذلك إلا الدول التي تتبع وسائل تعليمية غير تقليدية .

ولعل العالم الإدراكي  الأمريكي “دانييل ت. ويلينغهام ” وهو عالم نفسي في جامعة فرجينيا ، سبق وأن أثار ضجة بعد تأليفه لكتاب أطلق عليه عنوانا هو ” لماذا لا يحب الطلاب المدرسة ؟ ” قد أكد ذلك حيث جاء في بعض ما كتبه ، أن الطلاب لا يحبون المدرسة لأن مدرسيهم ليس لديهم فهما كاملا لبعض المبادىء المعرفية وبالتالي لا يعلمون جيدا كيف يقدمون المواد الدراسية بطريقة تجذب عقول الطلاب بشكل أفضل من المفترض .

ويقول إنه لا فرق بين المدرسة والسجن ، إلا من حيث سبب الذهاب إلى أحدهما . فأنت تذهب للسجن بعد أن ترتكب جريمة ، بينما هم يضعونك في المدرسة فقط بسبب عمرك . أما وجه الشبه بينهما كما يقول ، فهو أن كلاهما يجردك من حريتك وكرامتك ، ويتم إخبارك بما يجب عليك فعله بالضبط ، وتتم معاقبتك لعدم امتثالك . وقد رد البعض عليه بأنه حتى لو سلموا بهذه النظرية ، فإن الطلاب يحتاجون إلى هذا النوع من السجن ، وأن المشكلة ليست في السجن بذاته ، بل ربما لأن الحراس ليسوا لطيفين أو مسلحين بالمعرفة بما فيه الكفاية .

كتبت هذا المقال بعد جدال مع صديق حول مقطع ظهر فيه طلاب إحدى المدارس وهم يصفقون بعد سماعهم لكلام مدير المدرسة حول إلغاء الحصة الأخيرة لهذا اليوم الأحد ، بسبب نقل مباشر لمباراة الهلال في نهائي الكأس الآسيوية . فصديقي يقول إن التعليم أصبح فوضى وتصرف المدير غير مقبول ، بينما قلت له إنه أعطى الأمر أكثر مما يستحق ، لأن تصفيق الطلاب جاء تعبيرا عن فرحتهم بالخروج مبكرا وتأكيدا على كرههم للمدرسة ، وليس “فقط” بسبب  المباراة ذاتها , وقد أثبت له من خلال بعض المواضيع ، بأن كره الطلاب للمدرسة لا يقتصر على طلابنا .

أتمنى الفوز الهلالي ، لأنني أولا أعتبره فوزا للرياضة السعودية ، وثانيا لأنني عاشق لهذا الموج الأزرق ، الذي لا يؤثر على احترامي وتقديري لجميع الأندية السعودية وجماهيرها . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *