الرأي , سواليف

إيذاء الناس في صلاة الجمعة

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

أُدرك – قبل الخوض في هذا المقال – بأن مناقشة أي قضية تتعلق بأداء الناس للصلاة تحتاج إلى شجاعة من الكاتب ، وتفهم كامل من القراء ،  ولعلنا نتفق أولاً بأننا في المملكة محظوظين بانتشار المساجد والجوامع في كل حارة من كل مدينة أو قرية ، ناهيك عن اكتظاظها بالمصلين في كل جمعة مما يدل على أن مجتمعنا ولله الحمد لا يزال محافظاً على ثوابته ودينه وقيمه ، لكن في المقابل فإن الكثير من أصحاب المنازل القريبة من تلك الجوامع ، يعانون الأمرين من إيقاف السيارات أمام منازلهم وبوابات كراجاتهم من قبل المصلين في ظاهرة استهتار وتجاوز للأدب وسوء للسلوك عكس ما أوصانا به ديننا الحنيف .

الكثير من هؤلاء المستهترين وللأسف الشديد ، لا يخجلون من تصرفاتهم تلك ، خاصة مع تجاهل إدارات المرور لمثل هذه المخالفات الجسيمة بحق جيران الجوامع ممن يجدون أنفسهم محاصرين ضحى كل جمعة ، ولا أعلم ما هو المبرر الذي يشجع المرور على غض النظر عن تحرير تلك المخالفات فحتى لو تعلق الأمر بأداء الصلاة ، فإن ذلك لا يعد مبرراً لإلحاق الضرر بالناس ، ولقد تمنيت أن أسمع ولو خطيباً واحداً ينصح المصلين أو يحذرهم من خطورة إلحاق الضرر بالآخرين . فمن يريد حضور الصلاة بسيارته ، عليه أن يحضر في توقيت مبكر ؛ كي يجد الموقف المناسب لسيارته . أما من يريد اللحاق بآخر كلمة ينطقها الخطيب فعليه أن يترك سيارته بعيداً عن منازل المجاورين .

المرور – بلا شك – يعتبر مقصراً في التعامل مع هذه الحالات حتى لو برر تقصيره بأن التوقف سيكون لفترة وجيزة لأداء الصلاة ، كما أن الجهات الأمنية والمعنية بما فيها إدارات الدفاع المدني مسؤولة هي الأخرى مسؤولية كاملة عن أي تداعيات لتلك المخالفات مثل نشوب الحرائق لا سمح الله ، أو حاجة أحد ساكني تلك المنازل للذهاب إلى طوارىء المستشفيات أو وصول سيارة إسعاف . فبعض الشوارع المحيطة بالجوامع تكون مغلقة تماماً لا يمكن لأي سيارة طوارىء عبورها للوصول للمكان الذي يحتاج للمساعدة ، وإذا كنا لا نلوم البلديات عندما لا تجد مساحات كافية لتوفير المواقف في المخططات القديمة ، فإننا نلوم إدارات التخطيط العمراني التابعة للأمانات والتي ترخص للمخططات الجديدة دون مراعاة لتخصيص المساحات الكافية لمواقف السيارات .

إن مجاوري الجوامع يعانون الكثير من المشاكل ، وعلى كل الإدارات المعنية كالدوريات والدفاع المدني والمرور والهلال الأحمر والبلديات والشؤون الإسلامية ، أن تتعامل بجدية مع هذه القضية . ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *