الرأي , سواليف

مراقص دمشق وفتيات السعودية

أجزم بأن معظمكم شاهد تغريدات الشاب السوري مُضر العباس على حسابه الخاص في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي ، والتي تم تداولها على نطاق واسع عبر رسائل الواتساب . تغريداته تلك كانت اختصارا لإثنتي عشرة سنة قضاها في المملكة شاباً مراهقاً إلى أن تزوج ورزقه الله بطفلة ، يحفظها الله له من كل شر ، وبالرغم من أنني أحترم كل من لا يسقط التصرفات الشاذة التي يرتكبها بعض الأفراد من أي مجتمع على المجتمع بأسره ، إلا أن احترامي لهذا الشاب كان كبيراً ؛ كونه رد على الحجة بالحجة ، فعندما كان في المملكة – وكما جاء في تغريداته – همز ولمز شاب سعودي في أذن “مضر ” عن وطنه سوريا بشكل عام وعن دمشق بشكل خاص ، ملمحاً بأنها تعج بالمراقص والراقصات والملاهي الليلية . حينها شعر بغصة في حلقه وبطعنة في صدره . فبعض الكلام أقسى من طعنات السيوف .

يقول  مضر” : “حدثته عن قاسيون والمسجد الأموي وعن بردى ، حدثته عن سوق الحميدية ، وعن شعراء دمشق وفنانيها ، عن شوارعها وبيوتها العتيقة الجميلة في شكلها وعراقتها “. فدمشق التي رآها ذلك الشاب السعودي ، ليست دمشق التي يعرفها ذلك الفتى السوري .

ويا للمفارقة … فبعد أن غادر المملكة ، سأله أحد معارفه عن مقاطع لفتيات سعوديات ، عن نساء بطرنّ بالنعم ، عن فتيات يهربن من ذويهن بداعي البحث عن الحرية . كان يمكن لمضر أن يؤيد كلام صديقه بعد أن أصبح خارج المملكة ، ولم يعد يخشى أحداً ، لكن شهامته ورجولته أبتا أن يسيء لبلد عاش فيه وتزوج على أرضه ورزقه الله بطفلته الجميلة . فرد عليه كما رد على الشاب السعودي الذي نظر لدمشق من خلال صورة ذهنية ضيقة الأفق والتفكير .

يقول “مضر”: “حدثت صديقي عن جوامع تنضح بالمصلين ، عن شوارع تمتلىء بموائد إفطار الصائمين ، عن نساء خلعن ذات يوم مجوهراتهن لدعم غرباء أعيتهم الحروب ، عن رجال يقضون ديون غرباء لا يعرفونهم طمعاً في الأجر” .

لقد نظر هذا الشاب السوريّ الوفيّ لكل ما هو جميل في وطننا ، ودافع عن كرامة وطنه وأهله دون أن يمس المملكة أو شعبها بأي سوء . إنه مثال رائع للشاب العربي الوفي . وليت كل الشباب العربي يتعلم منه معنى محبة الأوطان ومعاني الوفاء وقيمة العيش والملح الذي يربطهم بالبلد الذي يعيشون فيه معززين مكرمين .

قد تستغربون إن طالبت من جامعة الدول العربية ، وبالتحديد من أمينها العام ، بتكريم هذا الشاب نيابةً عن كل عربي شريف ؛ لكن الحقيقة أنه يستحق التكريم وكل التقدير .. ولكم تحياتي.

رد واحد على “مراقص دمشق وفتيات السعودية”

  1. يقول عبدالرحمن الشهراني:

    فيه شباب وشابات سعوديين والله العظيم
    ودك تسحب جوازاتهم وتنفيهم من البلد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *