الرأي , سواليف

تعلم من الكلاب يا يونس

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

أعتذر من القراء الكرام عن استخدام كلمة لا تليق بهم في عنوان هذا المقال . لكن بحثت عما يراه ” العرب ” رمزا للوفاء ، فلم أجد غير هذا الحيوان أعزكم الله مضرب للوفاء ، لتذكير اللاعب العراقي يونس محمود ، بأن من باب الحياء أن يقابل الطيب بالطيب ويستند على الحقائق وليس على توازنات المصالح ، أو الخوف على حياته وحياة أهله داخل العراق من بطش المليشيات الإيرانية المحتلة .

يونس شارك مع النادي الأهلي بموجب عقد ينظم العلاقة بين الطرفين ، وليس لنا فضل عليه ولا له فضل علينا . وهو أدرك من خلال وجوده في المملكة ، ماذا تعني العراق للقيادة السعودية بشكل خاص وللشعب السعودي بشكل عام . كما أدرك مدى الرقي في التعامل معه أثناء تواجده في المملكة . وزيادة على ذلك يعلم علم اليقين ما الذي قدمته السعودية للرياضيين العراقيين من كسر لجمود الإيقاف ، ومن مبادراتها لبناء المنشآت الرياضية التي يحتاجها الشباب العراقي ، وما قامت به من جهود دولية للسماح للكرة العراقية للعودة للمحافل الدولية . وأنا لست هنا لا أذكر كل تلك المعلومات كمن ” يمن ” على العراقيين ، فقد تعلمنا من قيادتنا ألا نعاير أحدا بما نقدمه لهم ، خاصة إذا كانوا من الأشقاء . لكنني وددت تذكيره بأن وضع علم المملكة جنبا إلى جنب مع علمي العدوين ” إيران واسرائيل ” فيه تجن على بلدنا وأخوتنا ، وأنه إما أن يكون جاهلا ، أو أنه غير ” وفي ” مع من يستحق الوفاء . فاسرائيل عدوة للعراقيين وللعرب جميعا ولن يسرها أي استقرار في العراق ، بل يهمها أن تشعل النار أكثر فأكثر . أما إيران فحدث ولا حرج . فهي تتحكم في كل صغيرة و وكبيرة في العراق . تبيع سلعها للعراقيين وتعطل كل مشروع صناعي عراقي كي لا تبور سلعها بعد أن قاطعها العالم . كما أن مليشياتها تقتل وتنهب وتعذب العراقيين وتذلهم أمام كل سياسيي العراق ووسائل إعلامهم . بينما يعلم القاصي والداني ما تقدمه المملكة وما تتمناه للعراق والعراقيين . ولعل المظاهرات التي تجري الآن في بلده لأكبر دليل على أن الشعب العراقي الشريف بات يعلم عدوه الأول والأخير ، ولهذا رفعوا الأحذية أعزكم الله على صور أعداء الأمة العربية وخونة الجيرة القادة الإيرانيين وفي مقدمتهم خامنئي وسليماني .

للأسف يبدو أن ” يونس ” قد جمع الأثنتين . فهو جاهل بما يجري في بلده ، وجاحد لأناس أحبوه واحترموه ، ولبلد عاش فيه لفترة معززا مكرما وكأنه بين أهله وأحبابه . ونحن كبلد وكشعب لا ننظر إليه إلا من هذا الباب ، باب الجهل والجحود وقلة الوفاء . أما الأشقاء الشرفاء في العراق فهم في قلوبنا ولن تتأثر محبتنا لهم . ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *