الرأي

تطوير المنطقة الشرقية (4).. قطار الضواحي

محمد السويكت

الرئيس العام السابق لسكة الخطوط الحديدية ، والوكيل السابق بوزارة النقل

قطار ركاب بين الدمام والجبيل ،أصبح مطلباً ملحاً منذ زمن ، مع إزدياد أعداد مستخدمي طريق الدمام / الجبيل السريع ، وإستمرارالمعاناة من كثافة عدد المركبات وما تسبب من تأخير وحوادث خصوصاً مع تواضع مستوى حالة الطريق ، ويزداد الوضع سوءاً في الأحوال الجوية السيئةالتي تتعرض لها المنطقة في بعض الأحيان من ضباب وغبار يقلل مدى الرؤية الأفقية.

لذا مشروع قطار ركاب بمواصفات قطارات الضواحي (Commuter Trains) المستخدمة على نطاق واسع في العديد من الدول ، سيكون الحل الأمثل لتحسين السلامة المرورية على الطريق ، وسيساهم في وصول الموظفين إلى مقار عملهم والعودة منها بكل راحة وأمان ، ومن المتوقع أن يتم الاستفادة منه من قطاع كبير من مستخدمي الطريق خصوصاً الذين يذهبون يومياً إلى أعمالهم والعودة منها.

ومسار القطار المقترح ، سيكون ضمن حرم طريق الدمام /الجبيل السريع ، وعلى أن يبدأ من محطة قطار الركاب بالدمام ، وهذه لها ميزة أنها تتوسط حاضرة الدمام ، وسيتم ربطها مستقبلاً بمشروع النقل العام ، بالإضافة لربطها أصلاً بقطار الدمام / الرياض ، ومستقبلاً بقطار الدمام /الرياض الكهربائي ، وبقطار دول مجلس التعاون ، كذلك يمكن إنشاء محطة ركاب عند مجمع الكباري بالظهران حيث تتوفر أرض مناسبة مخصصة للنقل العام ، وهذه ستكون مفيدة لموظفي أرامكو على وجه التحديد.

وستكون الفكرة الأساسية للمشروع نظام Park & Ride ، على طول المسار من الدمام أو الظهران إلى الجبيل ، بحيث يتم إنشاء محطات ركاب ومواقف للسيارات عند بعض التقاطعات التي تخدم المدن والبلدات المجاورة للطريق كتقاطع سيهات ، وتقاطع القطيف ، وتقاطع أم الساهك ، وتقاطع مدخل الجبيل الشمالي ، وقد يضاف لها محطات أخرى إذا تبين جدواها ، وينتهي قطار الضواحي في مدينة الجبيل الصناعية.

الجدوى الاقتصادية للمشروع ، لا يمكن أن تقاس بالعائد المادي ، ولكن تقاس بما سيحققه من سلامة وأمن وراحة لقطاع كبير جداً من أهالي المنطقة مرتبطين بالعمل بين أكبر عملاقين للاقتصاد الوطني للمملكة ، شركة أرامكو والهيئة الملكية للجبيل وينبع.

وعلى هذا الأساس ، أقترح أن تتولى شركة أرامكو زمام المبادرة بالاستثمار في تمويل إنشاء المشروع كمساهمة منها في تطوير المنطقة الشرقية وخدمة موظيفها ، وعلى أن تشارك الهيئة الملكية للجبيل وينبع في المشروع ، إما مباشرة أو من خلال الشركات والمصانع المتواجدة فيها ، ولا يمكن الاستغناء أيضاً عن صندوق الاستثمارات العامة ، والذي سيكون حجر الزاوية في جميع المشاريع التنموية التي تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 ، وهذا لا يعني عدم توجيه القطاع الخاص داخلياً وخارجياً في المشاركة بهذا المشروع.

الخطوة الأولى المهمة لوضع هذا المشروع موضع التنفيذ ، أن تقوم الجهات المعنية ، أرامكو ، والهيئة ، والصندوق بالإضافة لوزارة النقل ، بالتنسيق بينها ، وإنشاء شركة مستقلة تتولى التخطيط والإشراف على التنفيذ والتشغيل ، وأن يتكون مجلس إدارة الشركة من تلك الجهات بالإضافة لخبراء ومختصين بمجال السكك الحديدية.

وسيكون للمشروع في حال اعتماده تأثير إيجابي على الجدوى الاقتصادية لمشروع النقل العام بحاضرة الدمام ، والعكس صحيح ، كما أن فكرة قطار الضواحي يمكن أن تطبق بنجاح على نقل الركاب بين الرياض والخرج ، وعلى قطار الرياض / المجمعة / القصيم / حائل / الجوف / القريات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *