الرأي , سواليف

الهلال الأحمر ومدارس البنات

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

هناك أمور لا نجد لها تفسيراً منطقياً ، ومن بين تلك الأمور قيام بعض مديرات المدارس بمنع الفرق الإسعافية من الدخول لمباشرة أعمالها الإنسانية عندما تتعرض طالبة أو مدرسة لحالة طارئة تتطلب التدخل الإسعافي الفوري ، فتأخر الإسعاف أو منعه من الدخول قد يؤثر سلباً على حياة المريضة .

وبالرغم من أن وزارة التعليم تطلب من المديرات عدم منع الفرق الإسعافية تحت أي سبب ، إلا أن بعضهن لا ينفّذن تلك التعليمات .

قبل أيام ، وجّه الدكتور عبدالرحمن العاصمي ، نائب وزير التعليم ، بـ ” ضرورة ” السماح للفرق الإسعافية بدخول المدارس (بنين وبنات) ، وعدم تعطيلها لنقل الحالات الطارئة التي تحتاج لذلك لأي سبب من الأسباب ، وقد رأيت في هذا التوجيه نقطتين هامتين: الأولى أن الوزارة لا تزال تعتقد أن هناك من المديرات من ترفض تنفيذ هذه التوجيهات ، والثانية أن التوجيه لا يرقى لمرتبة الإلزام ومعاقبة كل من لا تتقيد بما جاء فيه ، وأذكر أنه في عام 1435 هـ كانت هناك 13 حالة رفضت فيها المديرات دخول الفرق الإسعافية ، منها 4 حالات في الرياض ، و3 حالات في مكة ، وحالتان في الجوف والقصيم ، وحالة واحدة في حائل والباحة ، ومع ذلك لم نسمع عن أي عقاب تم اتخاذه بحق المشرفات اللاتي رفضن دخول الفرق الإسعافية بالرغم من خطورة تصرفهن .

أمام وزارة التعليم مهمة ليست بالمستحيلة لوضع الحلول لهذه القضية ، وإن كانت لم تصل للظاهرة المخيفة ، فالتوجيه يجب أن يصبح قراراً ملزماً لا جدال فيه ، كما أنها بحاجة إلى تكثيف الدورات الإسعافية داخل المنشآت التعليمية مثل الإنعاش القلبي والرئوي والتعامل الأمثل مع مرض السكر والضغط إلى حين وصول الفرق الإسعافية المتخصصة ، ناهيك عن أهمية تطبيق خطة الطوارىء والإخلاء في كل مدرسة مرتين في العام ، كي لا تتفاجأ الطالبات عند حدوث حالات الطوارىء الفعلية .

في كثير من الدول تعتمد المناطق التعليمية في أي مخطط يتم الفسح فيه ، أي أن المنشآت التعليمية كالمدارس بمختلف مراحلها ، والمعاهد ودور الحضانة والروضة تكون مجمعة في منطقة واحدة من كل حي ، واعتماد هذه المناطق التعليمية التي أشرت إليها  تساعد على إنشاء مقرات صغيرة وقريبة للهلال الأحمر والدفاع المدني للتدخل السريع عند حدوث أي طارىء في أي مدرسة لا سمح الله ، وكم أتمنى على الأمانات والبلديات اعتماد ذلك في أي مخططٍ جديدٍ ، كما هو حاصل في الكثير من الدول بما فيها الدول المجاورة لنا.

حفظ الله بناتنا من كل سوء ، ولكم تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *