الرأي , سواليف

الشيشة قرار بلا هدف

محمد البكر

كاتب وصحفي سعودي، نائب رئيس التحرير السابق في صحيفة (اليوم) السعودية، معلق رياضي سابق.

فليسمح لي معالي وزير الشؤون البلدية والقروية أن أقول له إن القرار الذي صدر من وزارته حول فرض رسوم 100% على إجمالي فواتير المطاعم التي تقدم الشيشة أو مبيعات التبغ ، هو قرار صعب التطبيق وخراب لبيوت الكثير من أصحاب تلك المطاعم الذين استثمروا عشرات الملايين من الريالات . وحتى لا يفهم أحد أن لي مصلحة في الاعتراض على تطبيق هذا القرار ، أقول إنني لست من أصحاب تلك المطاعم ولا أفكر فيها ، بل إنني لست من المدخنين فحسب ، بل أكره المكان الذي أشم فيه رائحة الشيشة أو التدخين . لكن وبعد أن شاهدت مقطعاً لأحد أهم مطاعم جده وهو خاوٍ على عروشه بعد أن كان من الصعب الحصول على مقعد فيه ، تأكد لي أن القرار قاسٍ وتطبيقه بهذا الشكل الفوري والسريع لم يراعِ مصالح الناس ولا أرزاقهم .

يبدو أن الوزارة أرادت الخروج من مأزق الترخيص لتلك المقاهي ، من خلال وضعها قرارات صعبة التطبيق إن لم تكن مستحيلة . ثم أنها ربطت الترخيص للمطاعم والمقاهي التي تقدم الشيشة بالرسوم فقط . أي أنها لم تراعِ وجود مقاهٍ في بعض الحارات وبجوار المنازل وفي أحياء سكنية نموذجية ، حيث يمكن لأصحابها دفع الرسوم ومزاولة بيع الشيشة بلا أدنى ضوابط تراعي مصلحة المجاورين . ثم أنها لو قالت إن الرسوم المضاعفة ستذهب لدعم المستشفيات التي تعالج أمراض السرطان ، وتتحمل تكاليف أدوية هذا المرض الخبيث باهظة الثمن ، أو للجمعيات المعنية بمكافحته ، لربما فهمنا معاني القرار . لكن أن تفرض هذه الرسوم ولا أحد يدري أين ستذهب وفي أي صندوق ستدخل ، فهذا ما يجعل القرار غريباً في مضمونه ، عجيباً في توقيته ، صعباً في تطبيقه .

السؤال الذي يطرح نفسه … هل تسرعت الوزارة في إقراره !؟ أم أنها أرادت ضرب عصفورين بحجر واحد ” الأول .. تحصيل الرسوم وزيادة الإيرادات ، والثاني .. تقليص عدد المطاعم والمقاهي التي تقدم الشيشة والتبغ ومشتقاته كي لا تلام إن هي أغلقت النشاط بشكل مباشر ” .

يقول المثل الشعبي ” يا طخه .. يا أكسر مخه ” . ويبدو أن الوزارة أرادت طخه وكسر مخه في آن واحد ، ومن ثم تسجيل الحادث ضد مجهول .ولكم تحياتي

رد واحد على “الشيشة قرار بلا هدف”

  1. يقول محمد العفالق:

    شكرا اخوي على هذه المقال ، واضيف كذلك ان الشباب بدل ما يكون في أماكن واضحة ومعروفة للتدخين الشيشة ، سوف يتجه للاستراحات والأماكن المغلقة والمجهولة والتي ليس عليها اَي رقابة أو متابعة لتقليل التكلفة، وسوف ينتشر معها ممارسات مشبوها وغير اخلاقية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *