الغذاء والدواء أمام الله

تعمدت أختيار هذا العنوان لأنني اقتبسته من حديث معالي الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء الدكتور هشام الجضعي في المؤتمر الذي عقده في مقر الهيئة الجديد في المنطقة الشرقية والذي تشرفت بحضوره . د هشام قال أنه وكل العاملين في الهيئة قبل أن يكونوا مسؤولين أمام الناس فإنهم مسؤولين أمام الله سبحانه وتعالى . هذه الكلمات كان يمكن أن تكون كافية لنثق به وبرجاله وبجهود هذه الهيئة الوطنية المشهود لها بالأمانة والأخلاص . فما دام أنهم وضعوا الخوف والخشية من الله للحفاظ على الأمانة المناطون بها وصب أعينهم ، فإن هذا أكبر من أي رقيب وأقدر من أي حسيب .

أعود للمؤتمر لأشير للمخاوف التي تدور في أذهان المواطنين والمسؤولين حول صلاحية الغذاء الذي يتناولونه كل يوم أو الدواء الذي يعلقون عليه الأمل بعد الله للشفاء من أمراضهم . خاصة وأن هناك من يروج لبعض الشائعات حول بعض أنواع الفواكه القادمة للمملكة مثل المنتوجات المصرية أو اليمنية أو الأردنية أو غيرها من الدول العربية والأجنبية . وقد استمعت بتركيز حول هذه النقطة بالذات ، حيث أتضح لي بأن الهيئة تتعامل مع مختبرات في بلد المنشأ تكون معتمدة من الإتحاد الأوروبي قبل شحنها للمملكة ، ويتم تشميع أقفال الشاحنات بعد الفحص المخبري بحيث لا يمكن فتحها إلا عن طريق موظفي الجمارك في المملكة عند وصولها ، ومن ثم يتم الفحص ثانية داخل مختبرات الهيئة للتأكد من عدم تلوثها بأي مبيدات أو مواد ضارة . أي أن الخضار والفواكه التي تدخل للمملكة هي صالحة ولا تشكل أي ضرر على صحة الإنسان .

وقد احترت في طرح كل النقاط التي تحدث عنها معاليه ، لأن المجال لا يتسع لذلك في هذا المقال القصير . ولكنني أخترت ما قامت به الهيئة في تقليل نسبة بقايا المبيدات في التمور ، خاصة وأننا مقبلون على مواسم التمر في معظم مناطق المملكة . فالهيئة نجحت في تقليل نسبة المبيدات في التمور من 25% قبل سنتين إلى نسبة 2.8 % فقط العام الماضي .

عندما نسمع بأن الهيئة تتواجد في 16 منفذ جوي وبري وبحري ، وأن التفتيش على الأغذية والأدوية والأجهزة والمنتجات الطبية قد تضاعف 10 مرات في 2019 مقارنة لعام 2018 ، وأنها ابتعثت حوالي 500 سعودي لدراسة الماجستير والدكتوراة ، وأن جميع العاملين فيها والذين يزيد عددهم عن 2000 موظف هم من السعوديين ، وأن من بين الخبرات التي تعمل معهم هم علماء وباحثين ومتخصصين . حينما نسمع كل ذلك نقول بارك الله في جهودكم . وإنا بإذن الله نثق بما تقولونه لنا وما تقومون به من جهود راعيتم فيها رضا الله قبل رضا البشر .