وزير الإعلام واللقاء الحميم

شهدت المنطقة الشرقية مساء يوم الأربعاء الماضي حشدًا إعلاميًا ضخمًا في اللقاء السنوي الذي تنظمه غرفة الشرقية للإعلاميين والإعلاميات بالمنطقة، وكان فارس هذا اللقاء معالي وزير الإعلام الدكتور عواد العواد، وبالفضول الإعلامي المعروف لدى الإعلاميين، ولهفتهم للتعرف على الجديد وخاصة من الرجل الأول المسؤول عن الإعلام في المملكة، حضر الجميع بشوق عارم ورغبة أكيدة للقاء معالي الوزير، لكن المناسبة لم تشبع فضولهم؛ لأنهم لم يتمكنوا من الحوار المباشر مع معاليه، فكان الحديث من طرف واحد واكتفى الحضور بدور المستمع لا المشارك في الحوار، وقد بدأ اللقاء بحديث اتسم بالوضوح والشفافية في حديث الوزير عن الدور الإيجابي الذي تقوم به الوزارة في التصدي للتحديات المهنية لتوفير الطاقات القادرة على أداء رسالتها الإعلامية وفق منظور جديد يفرضه الإعلام الجديد، وللتصدي لما تواجهه بلادنا من إعلام أجنبي مغرض وشرس، مما فرض على الوزارة العمل في الاتجاهين الداخلي والخارجي، بإعلام ناضج يستفيد من تقنيات العصر في الوصول إلى المتلقي بمهنية تقتضيها توجهات الإعلام الحديث، وبلغة واثقة بعدالة الدفاع عن الحق وإبراز الواقع الماثل للعيان، حتى وإن تم تجاهله من جهات عرفت بعدائها الدائم للمملكة.

وعندما انتهى الوزير من حديثه الضافي والإيجابي والواضح، توقع الإعلاميون والإعلاميات أن تتاح لهم فرصة الحوار المباشر مع معاليه، وهذا لم يحدت؛ لأن من تولى مهمة تنظيم الحوار استأثر بالوقت، واستمر في طرح أسئلته دون أن ينتبه إلى أن مهمته الأساس هي استقبال أسئلة الحضور واختيار المناسب منها لتوجيهه لمعالي الوزير، وأنا هنا لا أنتقص من أهمية أسئلته، ولكني فقط أعني آلية إدارة الحوار التي لم تكن موفقة، لدرجة أنها استثارت بعض الحاضرين، وطالبوه بأن يتيح لهم فرصة الحوار، لكن في وقت متأخر من الزمن المحدد للحوار، ومن حسن الحظ، أن معالي الوزير قد وعد بأن هذه الأسئلة سيجيب عنها لاحقا لتنشر في جريدة «اليوم» بعد ذلك، مع أن الأجدى أن يكون الحوار مباشرًا بين الوزير والإعلاميين والإعلاميات، وجميعهم حضروا وفي جعبة كل واحد منهم سؤال أو استفسار، يتلهف على سماع إجابة الوزير عنه. مما يعطي اللقاء حيوية وتفاعلًا أكثر، خاصة وأن الوزير قد أبدى في كلمته استعداده للإجابة عن أي استفسار، كما أشار معاليه إلى أن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وفي أكثر من مناسبة قد دعا إلى تقبل النقد والرد عليه، باعتباره وسيلة من وسائل تصحيح مسار التنمية، كما أنه فرصة لتوضيح كثير من الأمور التي تخفى على البعض معرفتها أو إدراك أبعادها، فالحوار المباشر هو الهدف الأساس من تكبده عناء الحضور واستجابته مشكورًا لدعوة غرفة الشرقية، التي أكد رئيس مجلس إدارتها عبدالحكيم الخالدي أن (الإعلام المستنير يحفز الطاقات ويواجه المشكلات ويطرح الحلول ويقدم المعلومات التي تدعم بناء الأوطان) وهو أمر يؤمن به كل إعلامي يمارس مهنته بمسؤولية ووعي، ومعرفة تامة بالظروف التي تمر بها بلادنا في مرحلة التحول والتطوير الشاملة على امتداد رقعة الوطن العزيز.

شكرًا لمعالي الوزير لحضوره البهي الذي أسعد الإعلاميين، بتواضعه الجم، وحديثه الضافي، ورأيه المستنير، ومشاعره النبيلة تجاه الإعلاميين والإعلاميات، والشكر موصول لغرفة الشرقية التي أخذت على عاتقها مهمة تنظيم هذا اللقاء السنوي، واتاحت للإعلاميين فرصة اللقاء بشخصيات بارزة ذات تأثير مباشر في نهضة وازدهار هذا الوطن العزيز.

خليل الفزيع

(اليوم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *