كفاية أجانب يا اتحاد الكرة!

أن يتلقى الاتحاد السعودي لكرة القدم شكوى محالة له من الفيفا طرفاها اليوناني يوانيس فيتفانزيدس والبرازيلي ليوناردوا سوزا اللذان يطالبان إدارة الأهلي بصرف رواتبهما الشهرية لأكثر من خمسة أشهر ويهددان أو يطالبان بفسخ عقديهما فهذا مؤشر خطير جداً في مسيرة الأندية السعودية الكبيرة والتي عرف بأنها غنية مالياً في السابق ولا تتأخر في صرف مستحقات الأجهزة الفنية والمحترفين المحليين والأجانب إذ نادراً ما يأتي ذكر الأهلي في المطالبات والمشاكل التي سببت صداعاً لمسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم.

أعلم واتفهم أن هناك من يقول بالعامية: «انس دعم أعضاء الشرف» إلى الأبد أو ربما إلى أجل غير مسمى وهذا ما غير الأمور وجعل نادياً كبيراً بحجم الأهلي عرضة لشكاوى عدد من محترفيه المحليين والأجانب وأن الهلال النادي الذي يصنف هو الآخر بأنه من الأندية الغنية سبق الأهلي في سوء أوضاعه المالية بعد ابتعاد أعضاء الشرف وكشف رئيسه الحالي المكلف سامي الجابر مبلغاً مالياً كبيراً يحتاج للإيضاح كيف سجل على النادي كدين وأين ذهب ولكن أتساءل في ظل هذه الأوضاع المالية الصعبة للأندية وتوقع المزيد من الشكاوى والمطالبات أين الاتحاد السعودي لكرة القدم من هذا الذي يحدث والذي سيؤثر بشكل سلبي على كرة القدم السعودية في المستقبل وتحديداً من الموسم المقبل؟ خصوصاً أن رئيس إدارة الهيئة العامة للرياضة المستشار تركي آل الشيخ أشار إلى أن عملية الدعم والضخ في خزائن الأندية ستتوقف، وأن على الأندية أخذ الحيطة والحذر والاستعداد للاعتماد على مداخيلها الذاتية من نقل تلفزيوني، ودخل مباريات ورعاية، وهذه المبالغ مجتمعة لا تكفي لتغطية مصروفات الأندية.

شكوى محترفي الأهلي، وقبلها شكاوى عدة من المحترفين والمدربين الأجانب على بعض الأندية السعودية البعض منهم انضم لهذه الأندية قبل موسمين، أو أكثر والأيام المقبلة والشهور حبلى بالمزيد ألا تكفي هذه كلها على أن يعيد الاتحاد السعودي لكرة القدم النظر في قراره المتعلق بزيادة أعداد الأجانب إلى سبعة سيكون مستحيلاً على الأندية تحمل تكاليف عقودهم حتى وإن ساهمت الهيئة العامة للرياضة في نفقاتهم، بجانب أن الأندية ستكون بين أمرين أحلاهما مر فهي مجبرة أن تسير مع الركب، وتحضر أجانب لكي تتساوى مع البقية فأما أن تحضر أجانب على مستوى فني عالٍ يصنعون الفارق ويكونون إضافة فإن هؤلاء يحتاجون ميزانيات ضخمة لن تستطيع الأندية بأوضاعها الحالية ومديونياتها تأمينها، وإما أن ترضى بالمحترف الأجنبي العادي الرخيص تمشياً مع الموضة وهنا الأفضل لها الزج بلاعبي درجتي الشباب والأولمبي الأقل تكلفة بمراحل فلا رواتب عالية ولا تذاكر سفر ولا سكن ولا دفع مبالغ سمسرة للوسطاء.

الحل للمشكلة يبدأ من التفكير بالقرار وتبعاته قبل إقراره ومادامت الأندية حالياً غير قادرة على الدفع باستثناء توقيع العقود واستقدام الأجانب وبعدها يبقون بلا رواتب ويتجهون لمقاضاتها عبر الفيفا فلا بأس أن يبقى الدوري السعودي بدون أجانب أرحم أو على الأقل يخفض العدد إلى ثلاثة لاعبين أو اثنين ما عدا المشاركين آسيوياً، وعلينا أن نتذكر أن كل المشاكل والشكاوى على الأندية جاءت والأجانب ثلاثة أو أربعة فقط فكيف الحال عندما يكون العدد سبعة ومن يعجز عن تأمين رواتب ثلاثة أو أربعة كيف به أن يدفع ويؤمن رواتب سبعة؟!

سليمان العساف

(الرياض)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *