تحالف القاهرة ـ الرياض

أثبتت مصر والسعودية قوة تحالفهما لمصلحة قضايا الأمة العربية على مدى عقود ماضية، وتجسد زيارة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان للقاهرة أهمية خاصة فى مسيرة العلاقات بين البلدين، وذلك نظرا لأنها تأتى قبل عقد القمة العربية فى الرياض خلال الشهر الحالي. وليس خافيا أن الزيارة تأتى فى توقيت دقيق تشهد فيه المنطقة العربية مخاطر عديدة، وتطورات متلاحقة تستوجب تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين، باعتبارهما ركيزة التعاون والعمل المشترك لكل من العالمين العربى والاسلامي.

وتكتسب الزيارة أهمية خاصة فى مجال تعزيز التحالف الوثيق ما بين القاهرة والرياض، وتقاربهما الشديد والملحوظ منذ فترة طويلة. ولقد تعززت هذه العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين من خلال مواقف تاريخية حاسمة وصلبة للسعودية فى دعمها مصر، وذلك منذ حرب أكتوبر المجيدة وحتى الآن. وتشهد العلاقات الثنائية نموا فى كل المجالات سواء على مستوى التنسيق السياسى أو التعاون الاقتصادي، وتدفق الاستثمارات السعودية، وانسياب حركة التجارة والعمالة بين البلدين. ويترقب الجميع اقامة جسر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والذى سيربط بين مصر والسعودية ليكون «شاهدا حيا» على عمق الروابط ما بين الشعبين، ومستقبل العلاقات الكبير فى الفترة المقبلة. ولم يعد خافيا أن الحكومة السعودية تعمل بقوة من أجل المساعدة فى دفع عملية التنمية فى مصر، كما أن الرياض تشارك القاهرة فى ضرورة مكافحة الإرهاب والتصدى له ولجميع الدول التى توفر له حاضنة اعلامية، وتمده بالمال. وتلتقى القاهرة والرياض مع بقية الدول المحبة للسلام فى ضرورة «اجتثاث الإرهاب» من جذوره، وضرورة توفير الأمن كشرط أساسى لا غنى عنه من أجل تحقيق الاستقرار، ودفع عملية التنمية الاقتصادية، وتحسين مستوى معيشة المواطنين.

ـ ومن ناحية أخرى تقف القاهرة بكل قوة مع القيادة السعودية فى جهودها الكبيرة من أجل تحقيق التقدم والازدهار للشعب السعودي، وأيدت مصر بقوة جهود ولى العهد السعودى فى معركة تحديث المملكة، وخطوات وسياسات التغيير التى تستهدف إعطاء دفعة قوية للأمام للسعودية فى معركة التنمية والاستعداد القوى لتنويع الاقتصاد، بعيدا عن الاعتماد على النفط، والاستثمار فى الثروة البشرية السعودية.

ولقد تابعت القاهرة ودعمت الرؤية المستقبلية التى تضمنها برنامج التحول الوطني، ورؤية 2030، وتهدف هذه الرؤية إلى الاعتماد على عدة مصادر اقتصادية وليس النفط فقط، وتحقيق توازن مالى بالمملكة، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية. ولقد كانت القاهرة دائما وأبدا إلى جوار المملكة وقيادتها تساند ولا تتدخل فى الشئون الداخلية للمملكة، وساندت رؤية ولى العهد الطموحة التى تتطلع إلى تحقيق «الاقتصاد المزدهر» و «المجتمع المتقدم» و«الوطن الطموح».

نقلاً عن (الأهرام المصرية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *