الغوطة.. مذبحة لا يمكن تصورها

الرياض - متابعة عناوين

مذبحة لا يمكن للمرء أن يتصورها.. هكذا وصف الكاتب بصحيفة (الغارديان) مارتن شلوف، الوضع في الغوطة الشرقية بسوريا، والتي قال إنها عاشت أياماً صعبة في السابق، وتعرضت للقصف بالقذائف والبراميل المتفجرة، وعانت من الجوع إلا أنها استطاعت الصمود وتحمل معاناتها المستمرة، وأنه رغم حصار المدينة إلا أن الأهالي كانوا يحصلون على المواد الغذائية والأدوية والأسلحة والأموال عن طريق التهريب.

ورأى شلوف، أن تدفق هذه المواد الأساسية المهربة بدأ يخف تدريجياً في نهاية العام الماضي، كما توقفت التحويلات المالية المنتظمة التي كانت ترسل إلى الداخل السوري.

وأوضح أنه في الوقت الذي تستعد فيه القوات السورية لشن هجوم نهائي بري على الغوطة الشرقية، فإن الأهالي ينتظرون مصيرهم المجهول بعد أن تخلّت عنهم القوى الإقليمية.

وقال أحد المتحدثين باسم فيلق الرحمان الذي يقاتل في الغوطة الشرقية، إن الطيران السوري يستهدف المدنيين بالغوطة الشرقية بطريقة منهجية والمنطقة كأنها جهنم مفتوحة بشكل لا يمكن تصوره، مضيفاً أن قطر توقفت عن تمويلهم من دون إعطاء أي مبرر إلا أنهم يؤملون بأن يتراجعوا عن قرارهم.

جهنم على الأرض

اختار الكاتب ريتشارد سبنسر، عنوان (الأسد بقساوته يحول الغوطة إلى جهنم على الأرض)، لتقريره بصحيفة (التايمز)، حيث قال إن الأطباء وسائقي سيارات الإسعاف وعمال الإنقاذ يحاولون إنقاذ أطفال الغوطة الشرقية.

ويضيف أن سمير سليم (45 عاما)، وهو أحد المتطوعين في أعمال الإغاثة والإنقاذ في الغوطة الشرقية كان ينقذ سيدة من تحت الأنقاض ثم تنبه إلى أنها والدته هي التي ما لبثت أن توفيت بين ذراعيه.

وأردف أن أحد منازل متطوعي الخوذ البيضاء في الغوطة الشرقية تعرض للقصف وكان داخلها أطفاله، إلا أنه لم يتمكنوا من الوصول اليهم لمعرفة إن كانوا أحياء أو أموات.

ويروي كاتب التقرير عن أحد الأطباء قوله إنه أنقذ أحد أطفال سائق سيارة إسعاف، ويضيف الطبيب أن والد الطفل جلب طفله وتوسله للعمل على إنقاذه قائلاً “أتوسل إليك، فهو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من عائلتي”، ويضيف الطبيب: “لقد انفطر قلبي”.

وقال سبنسر، إن والد الطفل ذهب ليدفن أطفاله الثلاثة إلا أنه لاحظ أن أحدهم ما زال يتنفس فسارع به إلى المستشفى لإنقاذه.

ويشير إلى أن الغوطة الشرقية تتعرض للقصف بالبراميل المتفجرة وسلاح المدفعية من قبل القوات السورية النظامية لليوم الرابع على التوالي حيث سقط نحو 300 شخص من بينهم 70 طفلاً.

ويرى أهالي الغوطة الشرقية بأنهم ضحية مزدوجة بين تصميم الرئيس السوري بشار الأسد على استعاده الغوطة الشرقية وبين تصميم قوات المعارضة على الاستمرار في القتال رغم الوضع الميؤوس منه.

وختم كاتب المقال بالقول: “إن المدنيين لا يمكنهم الهروب من الغوطة الشرقية، إذ أن جميع المنافذ مغلقة، ليس أمامهم إلا الملاجئ للاحتماء التي أضحت الآن غير آمنة، بسبب استخدام المعدات الحربية المتطورة التي تهدم بناية من 5 طوابق بلمح البصر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *