هدى الناصر

كاتبة وقاصة

العَودُ .. عناوين

بعض الوجوه بعض الأسماء و بعض العناوين ذات وقعٍ حسنٍ ، أثرٍ جميلٍ ، و مترادفاتٍ للحياة ، و للجزالة .. يقول عليه الصلاة و السلام : ( إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ ) “عناوين” .. معها استطبت الكتابة ، و تنبهت حواسي للتأليف و ترك الرتابة .. مستنبتاً أخضراً لحروفي، و مزناً لوفرة أفكاري، و بهواً مؤثثاً لحشد مشاعري . شكرًا لها .. و فرحة زُفت للقراء و رواد الأقلام، و تهنئة عبقة للقائمين عليها و لرئيس تحريرها .. شكرٌ للداعمين ، ...

  • منذ سنتين

(كُنْ كَاتِبًا)

اختصر بنيامين فرانكلين البشر إلى مجموعتين قائلاً : إما أن تكتب شيئاً يستحق القراءة، أو أن تفعل شيئاً يستحق الكتابة ! و بمحاولة متفاءلة ، أحاول أن أنتمي للأولى .. لعلّي اصادق الثانية فتصبح عائلتي المحتملة سأرسم حروفي عن فن ( الكتابة ) بإعتراف سريع .. هو نعم ، من الجُهد أن تبدأ بنمنمة الحروف و نقشها متى أردت و في أي ساعة تشاء ! و لعل البعض أو الكثير – إن لم أُبالغ – يظنها سهلة لدى الكاتب و أن ضيافة المعاني و الصياغة .. قريبة و من البساطة كما يُفتح صنوبر الماء ! و هذا ما يتعجب منه ...

  • منذ سنتين

الشِّعرُ أُغنِيَةٌ “٢” (الهوية في شعر نزار قباني و محمود درويش)

دار نقاش مع إحدى الصديقات حول شعر ( محمود درويش ) – و كانت تتعصب له – ، فيما كنتُ ميّالة لشعر معاصره ( نزار قباني ) ، قلتُ : لم ألحظ للمسحة الإسلامية في شعره أثراً .. ولا تشبيهات تخص المآذن و الأدعية و المساجد و كثير من الشعائر الخاصة بـالمسلمين .. كما أجدها في شعر نزار قباني ! .. رغم أن الأخير متمرد على الرؤية الدينة – كما الصقوا به – ، و منفلت عن بعض العادات التي لم يرَ لها مسوغاً صحيحاً … إلا أننا نقرأ دينه بلا خلاف ، ونعرف طائفته و ملته بجلاء ، من ...

  • منذ سنتين

( صائدةُ الأحلامِ )

إذا استيقضتَ .. مُرّ بعينيك على الستارةِ راقبْ أطرافها ثناياها ألوانها لابد تغيرتْ في ليلٍ .. و بعد نومك القليلِ .. ألقِ نظرةً على مفرشِ الطاولةِ القريبِ استمعْ للغتهِ و تساءل .. هل للجمادِ كيانٌ ! .. قبلَ أن تنهضَ عن مهدِ السكونِ و تفاؤلك المُضخّمِ تفقد صائدة الأحلام كم حُلماً بقي .! H

  • منذ 3 سنوات

(فلنتاين)

و سحب ” الحبُّ ” ذيل ردائه الأخير في موعد الفجر أو قبله بقليل قبّلناه قبلة وداع رسم كل منا له لوحة وبالدموع شيعناه لمكانه الأثير سافرت معه أحلامنا والورود الحمراء خلف أماله تطير لا تدري من أين جاء لكنه حكايا ألف ليلة و ليلة و تغريد العصافير قصة خلّفها هنا في أثره بكت امرأة ورجل عبرته كادت تسيل و أحباب أُخر .. خلف المروج يتقافزون بوجه الريح يمشون على الماء يتسلقون الهواء يستنشقون الحياة بالوجه الجميل يصبغون الشمس سماء قلوبهم امتلأت رواء و لعشقهم اكليل الفرادى هناااك .. ليسوا هنا أدركوا أن البحر تختلف أمواجه وحكاياته المنسية روتها نوارس ...

  • منذ 3 سنوات

( ما لا يمكن )

ترهقنا مواقع التواصل ، نحني أكتافنا ، سماعات الأذن توترنا ، أصابعنا لابد أن تؤلمنا ، و عيوننا تتعب .. و أما نحن فلا مجيب ! . قررت ذات يوم استبدال عالمي الافتراضي بعالم واقعي مماثل له . حزمت حقائب الفضول و الدهشة و نزلت بها إلى أرض الحياة . . هذه واحدة ترسم في مقعد مُطل على أحد الشوارع الضيقة ، اقتربت ، و حييتها قائلة : هل يمكن أن أضيفك إلى قائمة أصدقائي ؟ نظرت إليّ بغرابة ولم ترد ، ثم مضيتُ ! . تابعت طريقي ، و إذا بأثنين يتحدثان بصوت مسموع عن موضوع أعرفه ، اقتربت ...

  • منذ 4 سنوات

(مسيار السبت و مخرج 7)

بعض القضايا تُطرح على خجل ، و الأولى أن تظهر للعلن .. و تبعاً للمقولة (أن العرب لا يختلفون عن الغرب إلا في درجة السريّة) فإن توضيح المتناقضات يجلّيها بدلاً من أن يُسوغها و يطرّيها . تابع البعض المسلسلات الرمضانية ، و حظي صاحب الطُرفة بنصيب الأسد مثال مسلسل ( مخرج 7 ) .. و بغض النظر عن الأطروحات الثانوية التي تناولها ، لكن الترويج لـ ( زواج المسيار ) هي الخيط الناظم لحلقاته . تزينت صورته حتى تعاطف المشاهد مع محاولات الزوجين لإخفائه ! جاء المسلسل كأكبر دعاية لزواج المسيار .. موظف شارف على التقاعد يكافئ زوجة العمر بزوجة ...

  • منذ 4 سنوات

مهلاً رمضان

نعيش بروحانية أعلى في هذه العشر الآواخر مزيج من دعاء و شكر ، و ربما عفو و صفح عمن أضرّنا بكلمة أو موقف . من المحببِ ترديد قول نبي الأمّة (اللهم إنك عفوُ تحب العفو فاعفُ عنّا ) في الشهر الموصوف بـ { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ } و حتى لا نُفرغ الدعاء من معناه ، نحن بحاجة إلى عفو إجمالي مُعجَز .. أولها الإقرار بالذنوب مع أنفسنا ، بلا غرور أو تبرير { فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ } كيف نطلب العفو ، إن لم نحدد أخطاءنا و نتذكرها ؟! و لأن { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } .. إذًا نحن بأمس الحاجة ...

  • منذ 4 سنوات

(حُبُّ القِرَاءَةِ)

لطالما أعتقدت أن في الجنّة كتباً ، كما الفواكه و النعماء الأُخر .. كنت أجزم مرددة أحياناً – بيني و بين نفسي – لابد للجنّة من مكتبة و أرففاً جميلة و أنواراً باهرة .. صُفّت الكتب كالأقمار بأعلى موضع مشّع ملون .. محابر ، أوراق ، أدوات تدور لتصل من يشاؤها .. { عَلَّمَ بِالقَلَمِ } إذاً .. ربما أمكننا رؤية القلم أول مخلوق حاوره الله عزّ و جلّ . هكذا أكون في مجاراة مع خيالي ، ينتقل بالأضداد معي ، فلا ترضيني الإفاقة منه ، ولا التحدث عنه كي لا أواجه بتعنيف من نوع رفيع ! قراءة الكتب ليست ...

  • منذ 4 سنوات

“الشِّعْرُ أُغْنِيَة” (1)

لا يمرّ اليوم العالمي للشعر ، الموافق 21 / 3 من كل سنة على قلبي دون أن يترجّل .. هذا الفارس الجوال في الطرقات بلا غاية يدركها .. لا يمرّ هذا اليوم و أنا ناظرة إليه كبائع يعرض بضاعة مسافرة بالطلول و الآفاق .. يومٌ يعني لي بيارقاً من دماء العشاق على راياته .. دوحة داكنة بالخضرة .. لامعة بنجوم الأزهار .. و سجلاً مليئاً بالمدح و الزهد و الفخر و الغزل الشعر رقص الحروف ، يُرجع عداد كلماتي إلى الصفر .. لأصحو في اليوم الذي يليه و قد أمتلأت ذاكرتي بمخزون من كنوز الحروف لا حصر لها .. أبحث ...

  • منذ 4 سنوات

{ مُعَاكَظَةٌ هَزَلِيَةٌ }

اطّلع الغرب على آداب العرب ، و لاسيما ديوانهم الشعري ، إبّان الحروب ، و الاستعمار . فظهرت الدراسات الاستشراقية التي استفادوا منها في نشأة بذور حضارتهم الأولى . إن دراستي لكتاب ” الأدب المقارن ” في المرحلة الجامعية -الذي أحببته كثيراً – ثم قراءاتي المتفرقة ، جعلت فخري يزداد بما علمته ، سأفيد قارئي الكريم ببعض من صور اقتباساتهم ، و أترك الإطناب ” لمن شاء مساءلة الغواص عن الدرّ ” . من الأمثلة : ملحمة (الملهاة الإلهية) للشاعر الإيطالي دانتي ، استوحاها من بعض شعر أبي العلاء المعري . ( شعراء التربادور ) جوالة فرنسيين أسسوا لشعر الحبّ ...

  • منذ 4 سنوات

(سائحة في باريس)

للتجوال فيها إحساس مختلف عن بقية الدول ، فإذا الأوقات تعزف دوزناتها مع قوس النصر ، ترقص مفاتح نوتاتها الشفافة عند إيفل ، تصطبغ السحب بكل ألوان الباستيل في أبواب اللوفر ، و تحلو الكتابة من وحي روح فولتير و فيكتور هيجو وكل أوفياء المحابر.. إلى عاصمة الحبّ و الفن جاءت .. تقفز مسرعةً ، متمايلةً بجذل خلّاب ، حين تمشي بمنعطفاتها و شوارعها الرحبة السعيدة .. تنظر لساعاتها حذرة من أن تمضي الدقائق بلا جديد و مفيد و سعيد.. ها هو أول يوم لها ، إذاً ستة أيام أخرى قبيل العودة للوطن – تقول لنفسها – بمرور ثلاثة أيام ...

  • منذ 4 سنوات