وفاة ثرية من موناكو بعد إطلاق نار من مجهول

نيس (فرنسا) ـ متابعة عناوين :

توفيت هيلين باستور وريثة إحدى اهم العائلات في موناكو ورئيسة امبراطورية عقارية عملاقة، متأثرة بجروحها الاربعاء نتيجة كمين غامض في نيس في الريفييرا الفرنسية.

وكانت هذه المرأة التي تبلغ السابعة والسبعين من عمرها والمعروفة بابتعادها عن الاضواء والسهرات الصاخبة، تعرضت في السادس من ايار/مايو لهجوم شنه رجل كان يحمل بندقية صيد، فيما كانت تترجل من سيارتها في باحة مستشفى في نيس حيث كانت تقوم بزيارة ابنها. واطلق الرجل المكشوف الوجه النار مرتين على زجاج السيارة ثم لاذ بالفرار مع شخص آخر مكشوف الوجه ايضا.

واعرب امير موناكو البير الثاني في بيان عن “تعاطفه العميق لأبناء السيدة هيلين باستور لدى الاعلان عن وفاتها المأساوية”، مشيرا الى انه “يشاطر ايضا آلام ذوي” سائقها محمد درويش. وقضى سائق هيلين باستور، محمد درويش (64 عاما) الذي اصيب اصابات مباشرة في القلب والرئتين، متاثرا بجروحه بعد اربعة ايام. اما هيلين باستور فأصيبت في القفص الصدري والعنق والوجة.

واجرت خمس فرق طبية جراحية متخصصة عمليات لهيلين باستور ومحمد درويش، ثم وضعا تحت التنفس الاصطناعي في جناح الانعاش في احد مستشفيات نيس.

وفي امارة موناكو المعتادة على بريق النجوم واحتفالاتهم، اكثر مما هي معتادة على قضايا الاجرام، كان لهذا الكمين وقع القنبلة وتفشت الشائعات على “الصخرة” التي يسكنها 30 الفا من المشاهير حيث يباع المتر المربع الواحد بسعر الذهب.

ولم يتوصل المحققون بعد الى تحديد دوافع هذه الجريمة المزدوجة التي وقعت على بعد عشرين كلم من موناكو التي يديرها الامير البير الثاني.

ويرمي هذا التحقيق غير المألوف الذي يجريه فريق معروف بخبرته في مجال الجريمة المنظمة في مرسيليا (جنوب فرنسا)، الى اعادة جمع اجزاء الجريمة بالاستناد الى اثني عشر شاهدا كانوا موجودين في مسرح الجريمة وعلى صور كاميرات الفيديو.

وقد فتحت نيابة مرسيليا الثلاثاء تحقيقا قضائيا حول “محاولة” اغتيال سيدة الاعمال والتي سيعاد وصفها بأنها اغتيال.

وقالت مساعدة مدعي مرسيليا كاترين الكسندر “فتحنا تحقيقا قضائيا في محاولة اغتيال قامت بها عصابة منظمة، اغتيال قامت به عصابة منظمة ومجموعة من الاشرار لارتكاب هذه الجرائم”.

وكانت هيلين باستور احدى وريثات امبراطورية بناء في موناكو اسسها جدها الايطالي جان-باتيست المتحدر من عائلة فقيرة من ليغوريا (ايطاليا) وطورها بعد ذلك والدها غيلدو.

واثرت العائلة كثيرا في رسم ملامح الامارة من خلال تشييد مبان سكنية ومكاتب طوال عقود، مع الاحتفاظ بالملكية المربحة جدا لمنشآتها.

وفي قضية تعتبر ملحقة بالتحقيق الجاري، وضع احد اللصوص المفترضين الذي اتصل مرارا بعائلة باستور، الاسبوع الماضي في الحبس على ذمة التحقيق على ان يحاكم في 13 حزيران/يونيو، وقد امر القضاة بأن تجرى له جلسات معاينة نفسية. ويدعي هذا الرجل انه يعرف معلومات عن الشخص الذي امر بارتكاب الجريمة وانه يريد مبادلتها بكميات كبيرة من المال.

وكانت هيلين باستور معروفة بشخصيتها القاسية، وتكرس كامل وقتها لاعمالها ونادرا ما تشارك في السهرات التي تقام في الامارة. وكانت منهمكة ايضا بابنيها.

ولدى حصول الكمين، كانت زارت لتوها ابنها المريض غيلدو بالانكا-باستور الذي يعمل في المجال العقاري، وهو ايضا رئيس مجلس ادارة شركة فنتوري للسيارات الرياضية.

وكان شقيق هيلين، ميشال باستور، اكثر افراد العائلة بروزا في وسائل الاعلام، توفي بعد مرض طويل في شباط/فبراير. وكان رئيس نادي ايه.اس موناكو الرياضي الذي يملك مخزن هديار الفاخر وتزوجت ابنته من نجل جوني هاليداي المغني دافيد هاليداي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *