خالد السليمان : السعودية بعد ٢٠ عاما !

قبل ٢٠ عاما، سألت نفسي: كيف سيكون الحال بعد ٢٠ عاما؟!، لم أكن وقتها قد تزوجت أو كونت أسرة، كنت أحمل همي الشخصي وأتفكر بمستقبل لم يثقله بعد التفكير بمستقبل أطفالي، ورغم ذلك تملكني قلق تغلفه ضبابية المشهد !

بعد ٢٠ عاما أنا اليوم أحسن حالا، ورغم ذلك مازلت أطرح على نفسي نفس السؤال: كيف سيكون الحال بعد ٢٠ عاما ؟!

لكنني أجد السؤال هذه المرة أشد وطأة، والبحث عن إجابة له أكثر إلحاحا مع تحمل مسؤولية وهاجس مستقبل أطفالي، فإذا كنت محظوظا بالاستفادة من طفرتي الأسهم والنفط، فإن الطفرات ليست مضمونة الزيارة ولا منتظمة المواعيد، والسير على البركة وحدها، ليست من صفات الدول المتقدمة التي تجعل من التخطيط أساسا لرسم خطوات مسيرتها ورسم ملامح مستقبلها!

ترى لو سألت أي من وزرائنا اليوم أين سنكون بعد ٢٠ عاما، هل يملك جوابا غير تلك الإجابات الإنشائية التي يمتلئ بها درج مكتبه الصحفي؟!

هل يملك وزير التخطيط أو وزير الصحة أو وزير التعليم أو وزير الإسكان أو وزير النقل أو وزير الزراعة أو وزير العمل أو وزير الخدمة أو وزير المياه رؤية لمستقبلنا بعد ٢٠ عاما، أم أنهم أسرى واقعهم الحاضر ومشكلاته التي ورثوها ممن سبقهم وسيورثونها لمن يليهم، لتبقى الإجابة في عهدة الزمن؟!

خالد السليمان

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *