لماذا كتبت “إلا أبو متعب”؟

أشكر من الأعماق ذلك الشعور الوطني الجارف الذي قابل مقالي ما قبل الأمس: “لمحسن العواجي: إلا أبو متعب” طبعاً، هذا لا يعني بعض مشاعر النشاز المؤدلجة ومن حقها علي أن أختار أصعبها للإجابة. سأجيب اليوم على السؤال الشارد: هل من المروءة أن تكتب ضد شخص يخضع اليوم للمحاكمة ولا يستطيع الدفاع عن نفسه؟ أولا، فللعلم: محسن العواجي غير موقوف أو محكوم بل يخضع للاستجواب حرا طليقا أمام الهيئة الوطنية المختصة للادعاء العام، ولعل هذه أولى أفضال “أبي فهد” أن جعل ميزان العدل هو الحكم.

ثانيا: لماذا، لا نعكس السؤال: لماذا سمح محسن العواجي لنفسه بالتطاول على “ميت” وبالنيل منه ومن تاريخه والراحل اليوم تحت الأرض بمترين؟ وبكل صدق ووضوح فإن محسن العواجي أخطأ في حق نفسه حين قرأ طبيعة المرحلة بالخطأ. هو لم يفهم أن عملاقا مثل سلمان بن عبدالعزيز، وربما هو الوحيد من بين كل أولاد إمامنا المؤسس الذي يقف بقدميه على كل قبر من قبور إخوانه، وهذه حالة أسرية نادرة في تاريخ كل الأسر، لا أسرتنا الحاكمة فحسب. ثالثا، وهنا الأهم، فهذه الحملة الشرسة من “شلة الرعب” على تاريخ عبدالله بن عبدالعزيز لم تكن أبدا تستهدف شخصه ولا تاريخه الشخصي المجرد بقدر ما هي حملة مركزة في ظرف وطني صعب تستهدف لحمة هذا الوطن ووحدته، وتستهدف مواقف بلدنا الصامدة في قلب هذه الخريطة الملتهبة.

ومن لسانه سأدينه: لم يفضح العواجي شيئاً إلا نفسه وأهدافه حين قال بالحرف “…إن موظف السيسي كان يداوم بالديوان الملكي” وحين قال (نحن لسنا “قطريين” بل أمميون.. إلى النهاية). هنا، أو في هاتين الجملتين بالتحديد يكمن الخطر الذي تحدثت عنه آنفا من أفكار تعيش بيننا لكن ولاءاتها وانتماءاتها لا تجعل من الوطن سوى هامش ثانوي حين تفرغوا لأوطان وأحزاب وجماعات غير هذا الوطن وغير خريطته، لولا الله ثم حنكة عبدالله بن عبدالعزيز لكان هذا الوطن في ورطة حقيقية حين دمرت الأفكار الأممية علاقاتنا بكل العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر. هو من قال عنه الرئيس الأميركي إنه الوحيد الذي قابلته ثم عاد إلى شعبه لينقل له ما دار بيننا بالضبط دون زيادة أو نقص. أما عن خدمة الإسلام والمسلمين فاذهب يا محسن العواجي إلى مكة وشاهد بيت الله الحرام ومشاعر الحج ثم عد واقرأ التاريخ جيدا لتعرف بعدها أين تضع عبدالله بن عبدالعزيز بالضبط. لا تظن أخيراً أننا شعب ساذج أو ناكر جميل.

علي سعد الموسى

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *