بين حقبة الإبل وزمن السيارة

لا تفسير عندي لسلوك رجال مهملين يتركون الأطفال داخل سيارة ، وهي في حالة تشغيل، ثم يقفون ينتظرون دورهم لدى البقال ليعود إلى مركبته ويجد إحدى ثلاث. إما أن السيارة سُرقت (للعبث بها). أو أن الطفل عبث بالأبواب فانفتح إحداها وخرج الصغير، أو أن الفرامل لم تأخذ حقها من الصيانة فتدحرجت المركبة (وهي في حالة تشغيل) وكل واحدة من تلك المخاطر أسوأ من الأخرى.

في الغرب يوجد نظام صارم، وإجراء قوي راسخ ضد من يترك طفله أو طفلته في المنزل متوحداً منفرداً بنفسه. والإجراء في أدق صوره هو إثبات الحالة من قبل الشرطة، واستدعاء الفاعل إلى المحكمة. ويختلف العقاب حسب ظرف الحالة بين الغرامة والتعهد وقد يصل – عند تكرار الواقعة – إلى أخذ الطفل إلى رعاية خارج نطاق والديه. وعادة يكون المدعي محامياً جيداً منتدباً من قبل جمعية حماية الأطفال، كي يوفي بالمهمة.

ودائما نقرأ- عن رجل ترك مركبته في حالة تشغيل، واستغل شابان طائشان هذه الحالة فسرقا السيارة وبداخلها طفلة تبلغ من العمر ثلاثاً.

ولولا لطف الله ثم قدرة رجال الأمن لحدث للاثنين ما لم تحمد عقباه.

ماذا سيخسر مالك السيارة لو تحرز على السيارة، وأخذ طفلته معه داخل المحل التجاري؟.

بيننا – والحالة هكذا – أناس مستهترون (الظاهر الحقبة بين زمن البعير وزمن السيارة ليست طويلة) لا يحسبون لعواقب الأمور. وأعتقد أن أنجح وسيلة وأدق إجراء تتخذه الشرطة هو أن تتحفظ على رخصة صاحب السيارة لمدة من الزمن. أو تجازيه بغرامة نقدية لقاء تركه مركبته في حالة تشغيل. لا لشيء إلا لأن الفاعل يستنفد وقتاً ثميناً من أوقات رجال الدوريات، وهم منشغلون بالبحث عن سيارته. لماذا لا تعتبر مخالفة؟ تماماً مثل من يقطع إشارة أو يسير بسرعة جنونية.

البعض منا تنقصه المعرفة بحصيلة الإهمال.

عبد العزيز المحمد الذكير

نقلا عن “الرياض”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *