حمد المانع يرد على وزارة الحرس الوطني : محب جاء يعتب فخضتم ضده معركة حربية

الرياض – عناوين:

رد الدكتور حمد المانع ، وزير الصحة الأسبق ، على بيان وزارة الحرس الوطني قبل أيام الذى جاء ردا على مقال له بصحيفة الوطن ، وكان البيان اتهم المانع بأنه تجاوز الحقائق التاريخية وتضمن مغالطات .

وقال المانع فى رده على بيان الوزارة فى مقال له اليوم الأحد بصحيفة الوطن تحت عنوان “محب جاء يعتب يا حرسنا الوطنى العظيم” قائلا:” كنت أتمنى لو أن التعقيب على المعلومات التي وردت في معرض طرحي لبعض الأفكار والمشروعات القديمة التي وئدت بعد تركي وزارة الصحة التي يقودها الآن معالي الوزير الطموح الأستاذ أحمد الخطيب؛ جاء من أحد المختصين في الشأن الطبي، وما أكثرهم في مؤسسات حرسنا الوطني العميق، وما أكبر خبراتهم العلمية، وما أوسع درايتهم الإدارية، فلو أن أحد هؤلاء الأفاضل طرح الأمر بهدوء، لجنبنا هذه الموقعة الحربية التي أدارها أخونا المتحدث الرسمي باسم وزارة الحرس الوطني على مساحة نصف صفحة من منبر هذه الصحيفة، ردا على معلومة وردت في بضعة أسطر، في مشهد عنف لفظي لم يخل من التعريض بالجهل في حق حمد المانع، وزير الصحة في عهدي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمهما الله-، ومن قبل خريج مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- الإدارية، وأحد من تمتعوا بثقته -سلمه الله- إبان توليه إمارة منطقة الرياض. لا أطرح هذا عُجبا أو من باب الاستعراض –معاذ الله- لكن فقط لأذكر أخانا العزيز متحدث الحرس الوطني أنه كان عليه أخذ هذا في الحسبان وهو يتحدث في شأن طبي خالص، ولو كان الرجل نأى بنفسه وأوكل الأمر إلى أهله لكان هذا أحفظ لنا ولحرسنا الوطني العظيم الشامخ برجاله الكبار أن يصدر مثل هذا الخطاب عن متحدثه الرسمي”.

وأضاف :”نعم أخي الكريم الحبيب الموقر؛ قد يخطئ حمد المانع لكن لا يليق أن تقول عن كلامه إنه “مغالطات” أو إنه “يعرف الحقائق ويقفز عليها” فتاريخ الفقير إلى عفو ربه لم تسجل به مغالطة واحدة، أو “قفزة” واحدة من هذا النوع. قد تفوتني معلومة وقد أخطئ، لكن كان الأولى بك أن تترفق وتتحرى الدقة، فرجل حاز ثقة ثلاثة ملوك في دولتنا الشامخة حفظها الله لا يسعك اتهامه بالجهل وقولك له إن المعلومة التي غابت عنه “حقيقة يعرفها أي منتمٍ إلى العمل الأكاديمي”، فإن كنت أخي الحبيب لا تدرك مقاصد حديثك ومرامي كلماتك فهذه مصيبة، وإن كنت سعيت لتنال من أخيك -المانع- فأبشرك بأنك نجحت، فلقد أحزنتني وتسببت في غمي –والحمد لله على كل حال-، لكن لم يكن يليق أبدا أن تفعل هذا وأنت تتحدث باسم حرسنا الوطني العظيم، فلعلها المرة الأولى التي يكون فيها حرسنا الوطني مصدر غم لأحد، لكن الحمد لله أن هذا حدث في حق حمد المانع، فكل ذنب لبني وطني عندي مغفور، وأسوتي في ذلك هذا الشطر من قول القائل: …. وقومي وإن ضنوا علي كرامُ”.

وتابع المانع :”أما فيما يخص ما ذكره أخونا الفاضل متحدث وزارة الحرس الوطني من أن ربط كلية الطب في مدينة الملك فهد الطبية بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني سببه أن الطلاب الدارسين في الجامعة كانوا سيواجهون عدم الاعتراف بهم، “إذ الكلية بمفردها لا يمكن الاعتراف بها واعتمادها عالميا من دون مظلة أكاديمية من إحدى الجامعات المعتمدة من وزارة التعليم العالي” فكم تمنيت لو أن كاتب الرد أو من راجعه تحرى الدقة وتثبت، خصوصا أننا نتكلم في شأن أكاديمي ومشروع وطني. ولقد آسفنا أن يظهر هكذا رد لا يستند على حقائق ومجرد من الوثائق! وحتى لا أقع فيما وقع فيه المتحدث الرسمي فقد آثرت استشارة المتخصصين الأكاديميين وأصحاب الصنعة الحقيقية وكان لي حوار أخوي وودي مع أخي سعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن الحقيل العميد المؤسس للكلية ويمكن اختصار ما دار بيننا من نقاش في نقاط:

١/ لضمان الجانب الأكاديمي وتأكيده، فنحن من بادر واقترحنا مجلس أمناء للكلية يرأسه وزير التعليم العالي نفسه، وعضوية عدد من عمداء كليات الطب وأساتذة الجامعات، ثم رفعنا لوزارة التعليم العالي بمشروع جامعة أسوة بما تم عمله في وزارة الحرس الوطني وكان التوجه لإنشائها.

٢/ لو كلف من رد أو راجع الرد نفسه ومع قليل بحث أو رجوع لأصحاب الشأن المعتبرين لأخبروه بالحقيقة، حيث إن هناك كليات طب عملاقة في دول متقدمة مستقلة غير تابعة لجامعات.

٣/ منظمة الصحة العالمية بارَكت إنشاء الكلية واعترفت بها وحضر مديرها الإقليمي الذي كان أول عميد لكلية الطب في المملكة.

٤/ ثم إنا كنا نبتعث طلابنا لجامعات عالمية مرموقة في برنامج التبادل المعرفي فكيف كانوا يقبلون بهم وهي في وضع أكاديمي مشكوك فيه أو غير مستقر؟

٥/ التحق بالكلية عدد من أعضاء هيئة التدريس من عدد من الجامعات العالمية المحترمة من أميركا وكندا وغيرهما، فهل كانوا سيغادرون جامعاتهم ويخاطرون بسمعتهم العلمية ليلتحقوا بكلية لا غطاء أكاديميا لها كما تحدث صاحب الرد؟!

٦/ ثم إن كليات الطب الأهلية لدينا التي لا تتبع جامعات كما يردد المتحدث الرسمي؛ كيف يتم السماح لها لتخاطر بمستقبل أبنائنا؟! بل ويتم الابتعاث لها داخليا من وزارة التعليم!

٧/ وتم إطلاق مبادرة نوعية وهي مؤتمر للتعليم الطبي حضره أساتذة التعليم الطبي من أنحاء العالم وأصبح هذا المؤتمر علامة فارقة لكليات الطب على مستوى الوطن، وتم اعتماده ليعقد كل سنتين فعقد في جامعة جازان ثم جامعة الإمام والرابع قبل أشهر في جامعة القصيم، نفخر بأن كلية الطب بمدينة الملك فهد الطبية هي من أطلقته وكان محل تقدير من عدد من الجمعيات العلمية العالمية.

٨/ ثم هناك سؤال بريء: لماذا جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز الصحية تحديدا؟! وليس مثلا جامعة الملك سعود الأم العريقة أكاديميا التي كانت ستعطي “غطاء أكاديميا” أقوى وأضمن؟! فضلا عن أنها لا تبعد إلا أمتارا قليلة عن الكلية المقصودة؟

واختتم المانع مقاله قائلا :”بقي أن أقول لأخينا الفاضل متحدث الحرس، إنني لم أتهم “بعض الجهات الحكومية بأنها “تدار بالأمزجة الشخصية” فليس من حقك يا أخي الكريم أن تقول على لساني ما لم أقل، هذا لا يليق بمقام حرسنا الوطني الذي لم نعتد منه ردودا تؤصل لمثل هذه الروح، فأجمل ما في حرسنا الوطني بعد إنجازاته، مشروعاته الكبرى لتعميق روح المحبة والانتماء بين أبناء الوطن، فضلا عن أنني أحيلك أخي الحبيب إلى كتابي “لكم وللتاريخ”، فبين دفتيه تجد تأويل رؤياك. أنا تحدثت عن مشروع أجهض من بين مشروعات كثيرة، لا يجرؤ أحد على أن يكذب حديثي بشأنها، لأن هذا هو الواقع، وكنت أربأ بك أن تكون مخلب قط في قضية لم تكن أنت أو حرسنا الوطني العظيم طرفا فيها على الإطلاق. فلم يكن ينقص مقالك يا أخي الحبيب إلا أن تقول لي: ماذا عملت لوزارة الصحة في فترة وجودك؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *