قصة انضمام حكم كرة قدم إلى داعش

رغم أن داعش بث مشاهداً قاسية لعملية ذبح مصريين، إلا أن الأكثر قسوة على المصريين أيضاً، تلك الأخبار المتواترة من معسكرات التنظيم، وتقول أن بعض جزاريه مصريون أيضاً. وكان لافتاً تداول أنباء عن إنضمام حكم كرة قدم إلى التنظيم. ما أثار العديد من التساؤلات، حول أسباب أنضمام شاب رياضي يتمتع بالعيش في مستوى من الرفاهية إلى مجموعات إرهابية تماس القتل والتدمير باسم الإسلام.
محمود الغندور، شاب مصري شغل المصريين مؤخراً، لاسيما بعد إعلان صديقه إسلام يكن، عن إنضمامه إلى تنظيم “داعش”، الغندور يعمل حكم في مبارايات كرة القدم، وينتمي إلى أسرة ثرية، لكنه وقع في غواية “الدواعش”، وصار واحداً منهم.

اختفى الشاب الغندور ذي الأربع والعشرين عاماً فجأة في نهاية العام 2014، وتحديداً منذ أن كتب عبر صفحته على موقع فايسبوك في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي أنه في طريقه إلى العاصمة الإيطالية روما. وانقطعت أخباره عن المصريين، إلى أن ظهر صديقه الداعشي إسلام يكن، عبر موقعه على تويتر، وكتب أسفل صورة تجمعه مع الغندور، وقال: “أحب أوجه رسالة لكل الصحفيين وغيرهم اللي كانوا بيحاولوا يتواصلوا مع أقرب صديق ليا في مصر محمود الغندور.. هو معي الآن”.
ونشر يكن صورة تجمعه مع الغندور متكئين على سرير، وينظران إلى كاميرا التصوير، بينما إلى جوار كل واحد منهما سلاح ناري، وفي الخلفية أرفف عليها ملابس وقطعة سلاح ناري أيضاً.

إن الغندور في محافظة الأنبار العراقية، يقاتل إلى جوار “داعش”، ليتحول من رياضي إلى عنصر في التنظيم، هكذاً وصلت الحقيقة إلى المصريين جميعاً.

ينتمي الغندور الداعشي إلى أسرة رياضية، عمه هو الحكم الدولي جمال الغندور، ووالده يعمل مدرباً لنادي رياضي في دولة قطر. بينما كان يعمل هو حكماً لمباريات كرة القدم بدوري الدرجة الثانية.

تقول السيرة الشخصية للغندور، إنه ولد في حي مدنية نصر الراقي في الأول من يناير/ كانون الثاني 1991، ودرس الحقوق في جامعة عين شمس بالقاهرة، وانخرط في الأعمال الخيرية ضمن فريق جمعية رسالة، وبالإضافة إلى كونه شاباً رياضياً، فهو يعشق الموسيقى أيضاً، ودشن قناة باسمه على موقع يوتيوب للفيديوهات باسم “غندور كليب”.

بدأت رحلة الغندور ـ حسب المعلومات المستقاة من صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي ـ مع التشدد، عندما أرتبط بعلاقة صداقة مع المصري إسلام يكن المعروف ب”فتى داعش المدلل”، عندما إلتقيا للمرة الأولى في صالة للألعاب الرياضية في ضاحية مدينة نصر الراقية بالقاهرة، وعندما انضم يكن وهو الطبيب الشاب إلى “داعش”، لم يكن هناك من وسيلة للتواصل معه، إلا صديقه المقرب الغندور، إلا أن أحد لم يكن يتوقع أن يسقط في الفخ نفسه، ويتحول من رياضي إلى “داعشي”.

وبدأت المرحلة الفاصلة في حياة الغندور، في أوائل العام 2012، عندما سافر إلى سوريا، ضمن قوافل إغاثة مصرية، كانت تقدم المساعدات الإنسانية والطبية إلى اللاجئين السوريين في تركيا. واستمر هناك قرابة الستة أشهر، أثناء حكم جماعة الإخوان المسلمون لمصر.

عاد الغندور إلى بلده في منتصف شهر يوليو/ تموز الماضي، وألقت الأجهزة الأمنية المصرية القبض عليه، وأفرج عنه لاحقاً في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وكتب يقول عبر صفحته بموقع فايسبوك: “الحمد لله الذي نجاني من القوم الظالمين.. إخلاء سبيل وأخيرا مسكت الأسفلت يا بشر عقبال البراءة.. أخير مسكت الأسفلت، عقبال البراءة.. اللهم فك أسر كل المسلمين”. وكتب أيضاً في هذا الصدد: ” تعيشى يا ضحكة المساجين.. وكده ‏‎ ‎عمر السجن ما غير فكرة.. إخلاء_سبيل”.

بعد الإفراج عن الغندور على ذمة قضايا تتعلق بالعنف، والعودة من سوريا، كتب يقول إنه يشتاق إلى العودة إليها مرة أخرى: “مش قادر أضحك الحياة في مصر ذل وقهر وضغط حتى من أقرب الناس ليك.. اللهم عودا حميدا قريباً”.

لم يعلن الغندور صراحة عن إنضمامه إلى “داعش”، إلا أنه أعلن عن ذلك تلميحاً عن كتب في 17 فبراير/ شباط الماضي: “قال تعالي: “فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب”.

الآن حصصت الحق، وتأكد للجميع أن الغندور التحق بصديقه يكن في تنظيم “داعش”، ولاسيما بعد أن كتب متشفياً في ذبح 12 مصرياً مسيحياً على أيدي عناصر التنظيم في ليبيا، وقال: “أحسن حاجه في موضع ذبح النصاري في ليبيا على يد أسود الدولة أن الجيش المصري رشق نفسه في الحوار.. تعالي ياعسل”. يقصد أن الجيش المصري تورط في المستنقع الليبي.

وأكد الغندور صحة الواقعة عبر رده على سؤال صديق له على موقع فايسبوك: “يعني الكلام ده بجد ولا….؟؟؟؟”، فكتب الغندور مجيباً: “بجد طبعاً”.

ولما كانت الصدمة أصابت المصريين، بعد علمهم بانضمام الغندور إلى “داعش” من جانبه، فإن الصدمة نفسها أصابت عمه الحكم الدولي جمال الغندور، الذي أعلن تبرؤه من نجل شقيقه، وقال إن علاقته انقطعت تماماً به منذ عامين تقريباً.

بعد أن ظل باقياً على اسمه المعروف به، غير الغندور اسمه منذ يومين بعد الإنضمام إلى داعش إلى “أبو دجانة غندور”. وضع اسفل اسمه على صحفته بموقع فايسبوك “ثم تكون خلافة”.

ولعل آخر ما كتبه عبر صفحته: “يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص”.

وكما تبرأ منه عمه، تبرأ اتحاد كرة القدم المصري من الغندور، وقال رئيس اتحاد الكرة، جمال علام، إن الاتحاد يتبرأ من “هذا الحكم وكل من على شاكلته”، معتبراً أن الغندور” ومن هم على شاكلته “يسيئون للوسط الرياضي بشكل خاص ومصر بشكل عام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *