لماذا “محمد بن سلمان”؟

انطلقت سفينتنا من جديد، بقيادة حكيم الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك/‏ «سلمان بن عبدالعزيز»، وعن يمينه ولي عهده «الطيار الحربي» (أحد أبطال حرب الوديعة 1967م)، ورائد الحكومة الإلكترونية في المملكة، حين كان أميراً لمنطقة المدينة المنورة (حسب الزميل «جوجل الرياض»/‏ «فهد عامر الأحمدي»): صاحب السمو الملكي الأمير/‏ «مقرن بن عبدالعزيز»، وعن يمين يمينه عدو الإرهاب الأول (حسب الإعلام المحترف الأجنبي) صاحب السمو الملكي الأمير/‏ «محمد بن نايف بن عبدالعزيز».

ومن حق أي سعودي أن يبتهج بهذا التناغم «العُمري» والفكري بين الثلاثة، أما حضور صاحب السمو الملكي الأمير/‏ «محمد بن سلمان» (وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي) فلا يمكن أن يمر دون تساؤل وتفاؤل، وتأمل وأمل؛ لكونه شاباً لم يتجاوز الرابعة والثلاثين:
فهل أراد «سلمان» أن يصغي فيه إلى صوت الشريحة الأكبر من الشعب السعودي؛ حيث تتجاوز نسبة الشباب الـ(60%)؟ وفي الوقت نفسه فهو طاقة هائلة ستزيد السفينة نشاطاً وحيوية؟ أم أراد أن يعدَّ هذا الفتى لزمنه وزمن جيله بتحميله المسؤولية الثقيلة منذ الآن؛ عملاً بمقولة سيدنا «عمر بن الخطاب» أو سيدنا «علي بن أبي طالب»: «ربُّوا أبناءكم غير تربيتكم؛ فإنهم خلقوا لزمن غير زمانكم»؟
أم إن «سلمان»، الذي كثر الحديث عن شبهه الكبير بوالده الضخم، وجد في «محمد» من النجابة والذكاء، ما وجده «عبدالعزيز» في الملك «فيصل»؛ حين أرسله في مفاوضات مع «فرنسا» و«بريطانيا» وهو في الـ(13) من عمره، وسلَّمه قيادة الجيوش السعودية في «حرب اليمن» وهو في الـ(16)، ثم انتدبه إلى محادثات «المائدة المستديرة» مع «الإنجليز» حول القضية الفلسطينية وهو في مثل عمر «محمد بن سلمان» الآن؟

سيتحدث التاريخ (الذي لا يظلم محسناً ولا يرحم مسيئاً) عن حنكة سلمان، وبعد نظره، لكنه الآن يشد على يد «محمد»، ويدعو له بالتوفيق، ليحقق فراسة والده، ويلبي تطلعات شعبه؛ لا سيما شريحته «العمرية» القلقة، التي تعلق عليه آمالاً عريضة، في العمل على حل همومها المرحلية والمستقبلية، التي لم يعد لنا أن «نتميلح» بتذكير القيادة بها، فمع «محمد بن سلمان» لسانها، وبيانها، وعنانها، وفرس رهانها!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *