إياك أن تخالفني .. إياك أن أكرهك !!

عندما يكون الاختلاف سبباً للخلاف ، نكون نحن من قالوا عنا اتفقنا على ألا نتفق وإذا اتفقنا نفترق .. عندما تغلف عقولنا وتعلب بوجوب كره ومهاجمة كل من هو مختلف ، عندما نتحدث وننسى بأن من يحيط بنا مختلفين عنا بالطبقة الإجتماعية والمزاج والخبرة والبيئة والسن والحالة الإجتماعية وطريقة التفكير والرأي وحتى الذوق فهو لدى العديد مسألة نسبية وقيل بأن اعقل الناس من جمع إلى عقله عقول الناس ،، وكم هو مهم عبارة ماذا اناقش ( الموضوع ) أكثر من من اناقش (الشخص )

الأديان ، والأعراق ، والألوان ، والأنساب ، والطوائف والمذاهب والأشكال ، هذه التقسيمات نحن من وضعناها حواجز بيننا ونحن من جعلناها أسباب خلاف وحطب لنار نحن من يشعلها ولا تحرق إلا صاحبها .. ليدب الكره والبغض في نفوسنا وقلوبنا .. لماذا يجب أن يكون الإختلاف سبباً للخلاف ،، هل علينا أن نشبه بعضنا في كل شيءٍ كي نتفق ونحب بعضنا .. لماذا قال سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ صدق الله العظيم .. قيلت هذه الآية لتجمعنا ونحن قلنا غيرها لإصرارنا على أن نفترق
لماذا تكبر بداخلنا ثقافة البرواز.. لماذا نؤطر أفكارنا وقناعاتنا ونرفض أن نقتنع بغيرها أو نستمع لغيرها أو نحترم غيرها ، وان حصل وصادف ما يخالف مافي رأسنا تجدنا نشتم ونهجم ونكره ونضرب .. وثقافة البرواز الثابت العالق في رأسنا تجبرنا على اعتقاد بأننا الشخص المصيب وكل من يخالفنا مخطئ فلنفترض فعلاً بأن من يخالفنا مخطئ لماذا علينا أن نشتمه أو نكرهه ألا نعتقد بأن كل شخص لديه مطلق الحرية في كل ما يقول ويفعل كما لدينا ؟؟!!

وأخيراً علينا الإيمان بأن العقول المعلبة صاحبة التفكير المسبق هي من تحول الإختلاف إلى خلاف وقال جون ديفيس : ” جميعكم تضحكون علي لأني مختلف عنكم ،و أنا أضحك عليكم ….. لأنكم متشابهون ”

أما أنا سأختلف معكم لكنني سأستمع لكم وسأحبكم

(أميرة العباس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *