مشروع يبحث عن أبيه الشرعي

أمر عجيب ومحير يصعب فهمه واستيعابه حين تمر سنوات على مشروع لم ينفذ ثم تطفو على السطح خلافات واتهامات بين أكثر من جهة تتقاذف المسؤولية، هذه تتنصل، وتلك تتبرأ، وأخرى تؤكد أن لا علاقة لها بالمشروع. قد نتفهم خلافا بين جهتين تشتركان في تنفيذ مشروع بسبب بعض التفاصيل، ولكن يصعب علينا كثيرا أن نكتشف بعد أكثر من خمس سنوات أن مشروعا هاما وحيويا لا تعترف جهة بمسؤوليتها المباشرة عنه.

هذا ما حدث مع مشروع تصريف الأمطار والسيول في جدة، فقد نشرت صحيفة مكة يوم الثلاثاء الماضي أن خلافا محتدما بين أمانة جدة وشركة أرامكو جعل الأمين يوجه خطابا وصفته بـ «شديد اللهجة» إلى مدير عام مشروع الأمطار والسيول بأرامكو على خلفية تصريحات له تزعم الأمانة أنها أحرجتها بسبب تحميلها مسؤولية تأخير المشروع مع أن ذلك من مسؤولية أرامكو التي كلفتها إمارة مكة بموجب أمر ملكي، بينما أشارت الصحيفة إلى أن مصدرا رسميا في إمارة مكة أكد أن أرامكو نفذت كل ما يندرج تحت مسؤوليتها في مشاريـع درء أخطار السيول، وأن تصريف مياه الأمطار وإنشاء الشبكات ليس من ضمن مسؤولياتهم، وبالتالي ليس مسؤولية أرامكو. وفي المقابل تصر الأمانة على ضرورة تزويد أرامكو لها بجدول زمني لإنهاء المشروع مع التهديد بالإعلان رسميا عن تقصير الشركة في تنفيذ مشاريـع الأمطار في جدة.

هل فهمتم شيئا؟. الشيء الوحيد الذي يمكن فهمه أن «الطاسة ضايعة» وأن شبكة تصريف الأمطار مازالت على ما هي عليه، فهل يعقل أن مشروعا هاما كهذا وبعد فترة طويلة لا تعرف الجهة المسؤولة بشكل مباشر عن تنفيذه؟ هل نستطيع أن نتفاءل وجهتان مهمتان كأمانة جدة وشركة أرامكو تنفي كل واحدة منهما مسؤوليتها عن مشروع حيوي في مدينة كبرى تعرضت لكوارث بسبب افتقادها لذلك المشروع؟.. من يستطيع أن يفسر هذا اللغز المحير ويطلعنا على الحقيقة؟.

حمود أبوطالب

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *