لماذا نحب أن نكون عبيداً ؟!

إن جلست قليلاً صباحاً وأنت ترتشف قهوتك ، وقد تمسك بهاتفك (مستعبدك الأول) وتقرأ ما به من رسائل وآخر المستجدات في مواقع التواصل الإجتماعي (مستعبدك الثاني) ، ثم جلست جلسة هادئة أشبه بجلسات التأمل وأغمضت عينيك وسرحت برشفة قهوة ،، وبدأت تسأل نفسك ….

من الذي سمح لنا بتوبيخ خادمة؟ ، ومن الذي أضاع إنسانيتنا حتى نستطيع بكل قبح هضم حقوقها ؟!
من الذي سمح لمديرنا بتوبيخنا والتحكم بنا وبحقوقنا دون أن نستطيع الاعتراض كي لا نخسر وظيفتنا ؟!

من الذي قال لك بأنك لا تستطيع ارتداء ما يحلو لك ، وأكل ما يحلو لك ، وكتابة ما يحلو لك ، لماذا استعبدوك وأنت راضٍ بهذا ؟!

هل تعرف من هم ؟!

هم أنفسهم الذين قالوا إن فيروز تُسمع في الصباح فقط ، وإن القهوة السوداء مُرة ولا تُشرب ، وإن نزار قباني فقط للعاشقين ،، هم من يشنون هجمات ضد من يبدأ نجمه بالبروز ،، ثم يعلنون الحداد عندما يبدأ بالنهوض ،، ثم يصفقون له ويتبعونه كالقطيع عندما يكون قوياً وذا نفوذ ..

لماذا عليك قول ما يريدون؟ … من لقننا الببغائية في الحديث ؟! لماذا لا تقول : أحبك عندما تشعر بالحاجة لقولها ؟! ولماذا لا تشتاق إلا في البعد واللحظات الطويلة ؟!

هل المنهج الدراسي وما قاله أساتذتنا في المدارس طيلة ١٢ عاماً هو فقط ما علينا تصديقه وقوله ؟!

متى تتحدث قلوبنا وعقولنا؟ متى تعمل حواسنا وتستيقظ من سبات طال عمره؟

ارتشف قهوتك مجدداً لكن هذه المرة افتح عينيك جيداً ،، انهض ،،، اعترض واحتج .

أعلن إعجابك دون خوف ،، أعلن حبك وكرهك ،، ارتدي ألوانك الصارخة ،، واكسر قالب الجليد الذي وضعوك به ،، صرح بآرائك وقناعاتك ، لا أحد يملك عقلك سواك … لا تصفق للاستعباد ،، أو بمعنى أصح … لا تكن عبداً بإرادتك .

قال محمود درويش (أكثر من عشق القهوة وكتب عنها) : سنصير شعباً عندما ننسى ما تقول لنا القبيلة.

ارتشف قهوتك بسلام الآن ،، بالمناسبة القهوة أيضاً تستعبدنا.

(أميرة العباس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *