النداء الأخير للضمير الأخير!!

ما الجديد؟ وفاة (3) معلمات وإصابة أخريات في «المخواة» مطلع الأسبوع الحالي! ووفاة وإصابة مثلهن في «تبوك» نهاية الأسبوع الماضي! لكم كتبنا عن هذه الظاهرة المريرة، حتى سمينا الضحايا بـ(شهيدات الواجب)، حيث نفقد معلمتين شهريَّاً، منذ مطلع الألفية! ومع بداية العام الدراسي الحالي ارتفعت النسبة إلى (5) معلمات كل شهر! وقلنا وعدنا وزدنا: ليس لهذا القتل «المجاني» مبرر، نواجه به «أيتام» و«أرامل» أولئك «الشهيدات» في الدنيا، قبل أن نواجه الواحد الديَّان في الآخرة: سوى موت بعض «الضمائر» في كواكب الوزارة «المدرعمة» خارج درب التبانة!!

«ضمائر» أصبحت تستغل هذه «المناسبة» لمزيد من «التميلح»؛ فتتقدم المصلين على أرواح الشهيدات، بعد أن تتصل ببعض «المرتزقة» في بعض الصحف؛ طالبةً منهم إفراد صفحاتٍ كاملة بالألوان والإخراج المميز، ليس لمنظر «الزفت»، والسيارات الملطخة بالدم، ولا لبؤس «الأيتام»، وحسرة الآباء والأزواج؛ بل لـ»كشخة» تلك الضمائر بالبشوت، والصبغات، والحواجب الشبيهة بشعار الوزارة، في وجوه تقرأ فيها كل المشاعر، إلا الحزن والإحساس بالمسؤولية!!

وفي كل «مرارةٍ» تلتزم الوزارة الصمت حتى «يركد الرمي»، مهدهدةً «ضمائرها» مع «الحلا كله»: تالله تنام.. تالله تنام.. وأذبح لك (ريما ورِهام)! ثم تختم تقاريرها الروتينية بتحميل المسؤولية كاملة لكوكب «الخدمة المدنية»، الذي يرميها على كوكب «المواصلات»، التي لا يخجل «سكرتيرها» من إلقائها على «الشهيدات» أنفسهن؛ لعدم فحصهن المركبة، وسوء اختيارهن للسائقين (وهم شهداء في الغالب أيضاً)!!

ما الجديد لديك ـ إذن ـ سوى «الارتزاق» بمأساتهن من جديد؟ كلا يا سادة.. لا بد من التفاؤل رغم الإحباط، والأمل بوجود «ضمير كبير» لا يخشى إلا الله! «ضمير» يحمل بياض «عبدالله بن عبدالعزيز»، وإرادته الخير لشعبه!
اسمعني يا ذلك «الضمير الأخير»، وخذ ما تبقى من عمرٍ ضائعٍ، لا يساوي شهقةً من تلك الأرواح التي ستلقى الله معلَّقةً في رقبتك: ما ضرَّ «الوزارة» لو عيَّنت كل معلِّمةٍ في المدرسة المقابلة لمنزلها؟ واسأل تلك «الضمائر التحتية» ـ أيها الضمير الأعلى ـ لماذا لا تجد في قائمة «الشهيدات» من تمتُّ إليهم بقرابةٍ، أو نسب، أو «فساد»؟
وسامحوني ـ سيداتي آنساتي سادتي ـ إن أفسدت عليكُمْكُنَّ متعة «كأس الخليج»!!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *