جرأة سائق ليموزين وافد!

حين نقرأ حادثة قفز فتاة في العقد الثاني من عمرها من سيارة “ليموزين” وهي تسير مسرعة بمدينة الدمام، خشيةً من السائق بعدما حاول التحرش بها، ليس بالضرورة أن نتكئ عليها كمبرر لقيادة المرأة السيارة، وإنما تصبح تلك القيادة أمرا تمليه الضرورة، ولا يحتاج لمثل هذه المبررات التي تتراكم وتتزاحم في واقعنا، حتى يبدو الأمر هربا من هنا وهناك.

الواقعة صحيحة أثبتها توضيح للمتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية، حيث تبلغ مركز شرطة شمال الدمام من مواطنة بتعرضها لتحرش لفظي من سائق سيارة أجرة “ليموزين” أثناء إيصالها إلى أحد المواقع، والسائق الأجنبي لم يجد أي رادع أو وازع يضعه في موقعه من الإعراب الوظيفي والاكتفاء بمهنته من “سكات”، وإنما امتدت عينه إلى أعراض بنات البلد التي يخدم فيها.

تلك جرأة فاجعة يفترض أن تجعلنا جميعا نعي خطورة ما في نيات وأنفس هؤلاء وغيرهم من ضعيفي الأنفس الذين يتجهون إلى المرأة بصورة غريزية معيبة، وحين نوازن بين حالة الخطر التي كانت فيها الفتاة وحالها لو أنها كانت تقود سيارتها، لما تعرضت لهذا الموقف الذي تماس مع ارتكاب جريمة لولا أنها نجت بنفسها من خلال أرجلها فيما كان بالإمكان أن تنجو من خلال سيارتها دون أن تتعرض للموقف بأكمله.

الحادثة تذويب واقعي لجمود الاعتراض على قيادة المرأة للسيارة، ومطلوب من كل معترض أن يتعامل مع حالة الفتاة وموقفها كما لو أنها كانت زوجته أو أخته، دون أن نغفل التأثير النفسي للواقعة، والذي لا أتوقع أن تتخلص منه قريبا، فذلك أمر يقبع في الذاكرة لسنوات عديدة من عمرها، مما يعني إضافة مسوغ آخر لأن تقود المرأة وتتمتع بخصوصية تحميها من تطاول المتربصين، ولكن الوضع الحالي أننا نتوهم حماية المرأة فيما نلقي بها في براثن هؤلاء، ويستمتع المعترضون بمشاهدة تراجيديا الواقع، وعنوانها: المرأة ضحية منعها من القيادة.

سكينة المشيخص

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *