شارع «جاك» السيل !

أرسل لي صديق من جدة صورة لشارع «جاك» بحي قويزة، وقد تحول إلى بحيرة مائية عميقة، فقلت له إن تسميته الحقيقية هي: جاك السيل.. «انحش»!

هذا الشارع كان حتى وقت قريب مثالا على ما أنجزته الأمانة من أعمال لتصريف مياه الأمطار ومنع تكرار كارثة سيول جدة الشهيرة، لكن يبدو أن هذا الشارع سيكون مثالا على ما أهدر من مال ووقت وجهد في عمل غير ناجح رغم ما سببته أعمال الحفريات من مضايقة للسكان المحليين طيلة أشهر من إغلاقه!

السؤال الآن من سيتحمل مسؤولية ما أهدر من أموال طائلة صرفت في مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول لمنع الغرق فغرقت هي نفسها في الماء؟!

من سيحاسب من؟! ومن سيمتلك الشجاعة ليقول أنا المسؤول بدلا من أن يطل على الأزمة من الدور العلوي باحثا عمن يلقي على كاهله باللائمة والمسؤولية؟!

تظنون لو أن أحدا تحمل مسؤولية كارثة الغرق الأولى، وتلقى الحساب العسير الذي يستحقه على التقصير والإهمال والفشل، كانت حالات الغرق ستتكرر؟!

تظنون لو أن معيارية اختيار المسؤولين عن إدارة المشاريع وتنفيذها ومراقبتها ومحاسبة القائمين عليها قد تغيرت، كانت حالات الغرق ستتكرر؟!

المؤلم أنني تلقيت صورة شارع «جاك السيل» الغارق وأنا في مدينة بريطانية لم تتوقف الأمطار عن الهطول فيها طوال الليل، لكن في الصباح لم يكن لذلك المطر أي أثر سوى في أرشيف نشرات الأحوال الجوية!.

خالد السليمان

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *