دور كتاب الرأي .. في مرحلة المصالحة

تعيش شعوب الخليج العربي خاصة والشعوب العربية عامة مرحلة تفاؤل بعودة التضامن العربي والعمل العربي المشترك إلى ما كان عليه قبل حالة التصدع والخلافات التي مكنت أعداء الأمة من تنفيذ مخططاتهم لزرع الفتنة وإدخال دول المنطقة في دوامة من العنف والاحتراب ..

ولقد كان لجهود وحكمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز شخصياً الفضل بعد الله في تحقيق المصالحة التي أعلن عنها في الرياض الأسبوع الماضي والتي اتسعت دائرتها لتشمل المحيط العربي بعد أن أكد خادم الحرمين الشريفين في تصريح صدر يوم الأربعاء الماضي (بأن المصالحة ستكون إيذاناً بفتح صفحة جديدة لدفع سيرة العمل المشترك ليس لمصلحة شعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي فحسب بل لمصلحة شعوب أمتنا العربية والإسلامية) ..

وركز بيان الملك عبدالله على أهمية دور قادة الرأي والفكر ووسائل الإعلام في تحقيق التقارب والمصالحة ..

ومن هذا المنطلق فإني أرى دوراً كبيراً لكتاب الرأي في الصحف السعودية بأن يشاركوا بمقالاتهم وأطروحاتهم الرصينة التي تتسم بالتفاؤل في هذا الجهد الذي تقوم به قيادة بلادهم ولقد لاحظنا كيف خسر المتشائمون المراهنون على الخلافات واستمرار القطيعة بين دول الخليج العربي وساهموا بمقالات لا شك أنهم نادمون عليها..

بينما كسب الرهان من أخذ جانب التفاؤل وكنت واحداً منهم حيث كتبت في مقالي المنشور يوم الأحد 9/11/2014م بعنوان (لا خوف على مجلس التعاون رغم التحديات) وأن صوت الحكمة والعقل هو الغالب وان الروابط الأسرية والقيم المجتمعية لأهل هذه المنطقة حكاماً وشعوباً ستعيد الأمور إلى نصابها قبل أن تكتمل فرحة الأعداء ..

ودعوت في نفس المقال كتاب الرأي والمثقفين في جميع دول الخليج العربية أن يجردوا أقلامهم للدفاع عن (خيمة التعاون) التي ستتحول قريباً إلى صيغة أقوى وهي الإتحاد .. وعلى كتاب الخليج أن يركزوا دائماً على ما يجمع شعوب هذه المنطقة .. وأوسع اليوم دائرة هذه الدعوة لتشمل المساهمة بأقلامنا جميعاً في كل ما يجمع دولنا العربية والإسلامية انسجاما مع جهد ودعوة قيادتنا.

وأخيراً: قلت حينما تأسست الجمعية السعودية لكتاب الرأي وبهذا الاسم بالذات أن ذلك مؤشر على أن بلادنا تحترم الرأي وتهتم بأهل الرأي في الوقت الذي تصادر فيه دول عديدة الرأي وتضطهد كل صاحب رأي .. وها هي أعلى قمة في قيادتنا تؤكد على أهمية قادة الرأي في مسيرة المصالحة والتضامن ويبقى دورنا نحن الكتاب لنثبت أننا أهل للثقة بحيث نغلب جانب التفاؤل دائماً ونبتعد عن العبارات الحادة في مقالات تزيد من الخلافات وتعمق التباعد بين الأشقاء الذين مهما اختلفت وجهات نظرهم في شهر أو حتى عام فسيعود الوفاق بينهم لأنهم أشقاء يجمعهم المصير الواحد ويواجهون نفس التحديات.

على الشدي

نقلا عن “الاقتصادية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *