نكتة سوداء !

حدثتكم ذات مرة بأن أحد القراء -الذي يتوهم أن لدي خبرة اقتصادية كبيرة- سألني عن فكرة مشروع تجاري يدر عليه ذهبا ولا يحتاج إلى جهد كبير!

حينما قلت له فوراً ودون تردد – بعد أن استغفرت ربي ثلاثا -: “افتح محلا لبيع الدروع”.. ولن تعدم المناسبات لكثرتها وكثرة الحاجة إلى الدروع: “دروع تكريم.. دروع عسكرية.. دروع مدرسية.. دروع رياضية.. دروع لمناسبات التقاعد.. دروع للتهاني.. دروع لترقيات الموظفين.. دروع للزيارات التشريفية.. دروع شكر وتقدير.. ودروع تطبع عليها قصائد..”.

وأوصيته حينها أن يكون ذكياً ويقوم بتنويع بضاعته تبعا لاختلاف المكرمين: “دروع خشبية.. دروع كريستال فاخرة.. دروع نحاسية.. دروع نيكل.. دروع مذهبة.. دروع فضة.. دروع محفورة.. دروع رخامية.. دروع أي كلام.. دروع أي حاجة”، وهذه الأخيرة سوقها رائج جدا!

اليوم ونحن الآن على مشارف 2015 -والبترول يسجل انخفاضات قاسية- تعلن وزارة الشؤون الإسلامية عن حاجتها إلى استئجار مبنى خاص لحفظ الهدايا والدروع التي تتكدس في ممراتها!

صورة الإعلان طارت في وسائط التواصل، وأصبحت نكتة سوداء يتداولها ويعلق عليها الناس.. ولو استمع معالي الوزير لرأيي -وبالمناسبة أنا متيقن أن الإعلان المخجل لم يمر عليه- لاقترحت عليه أن يتم الإعلان عن مزاد علني تبيع فيه الوزارة هذه الهدايا والدروع، وتقوم بالاستفادة من المبلغ في صيانة مساجد الطرق!
قلتها مرارا نحن أكثر شعب في العالم يستهلك الدروع، ويقدمها بمناسبة وبدون مناسبة، وطالبت قبل سنوات بقرار يحد منها، ولم يتجاوب حينها سوى وزارة التربية والتعليم التي منعت توزيع الدروع في احتفالاتها.. هل كان الأمر بحاجة لمبادرات فردية؟

أوقفوا هذه الظاهرة، أو أخبرونا حتى نستثمر في تجارة الدروع.. صاحبي الذي أشرت إليه وعليه في بداية المقال، فتح محلاً للدروع، وأصبح مليونيراً فيما يبدو!

صالح الشيحي

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *