صحيفة (هؤلاء) الإلكترونية

وبالبلدي المكشوف… (فيه حاجات في ها البلد عجزت أفهمها، وفيه أيضا متناقضات متناطحات تعبت في محاولات هضمها واستيعابها…).

لدينا مثلا، أقدم رؤساء تحرير ربما في كل تاريخ الصحافة العربية، ولدينا أيضا في المقابل رؤساء تحرير آخرون، ومن العيار الثقيل، يتساقطون كأوراق الخريف، أو فلنقل مثل (فرسان) فوق الثور الإسباني. بكل صراحة… عجزت أن أستوعب وتعبت كي أفهم: كيف يكون لنا بضع صحف تكتب على ترويستها الأساسية توصيف (المكلف) بينما يقبع قينان وعثمان وجاسر الجاسر على الرف! وبالشعبي المباشر: كيف أستوعب مفردات إعلامية مثل ما يلي: أقيل قينان وهو لا يعرف السبب. استقال عثمان الصيني وهو يراوغ دون أن نعرف السبب. ذهب جاسر الجاسر لبيته دون أن تسأله صحيفته باتصال مجاملة عن السبب. وبكل الصراحة والمباشرة: أنا عاجز عن فهم الفرق بين رئيس تحرير بأربعة عقود من الزمن، وبين ما لا أستطيع تسميته إلا برؤساء تحرير (أبو شهرين).

في هذا المحيط المتناقض عجزت وتعبت أن أستوعب ما يلي: كيف تحول (بلدوزر) الإعلام العربي الحديث، قينان الغامدي، إلى مجرد سائح متجول، ما بين الباحة والمدينة المنورة، نائما في المتوسط الجغرافي ببيته العامر في جدة؟ كيف قال لنا عثمان الصيني بكل دهائه أنه استقال كي يتفرغ لشؤون بيته؟ كيف يبقى جاسر الجاسر عاطلا بلا وظيفة بينما، مرة أخرى، بضع صحف تكتب على “ترويستها” لقب الرئيس المكلف؟ بكل صراحة ووضوح عجزت عن فهم تناقضات وتضادات هذا الإعلام بين رموز الصحافة العتيقة وبين الأسماء اللامعة من شاكلة (أبو شهرين).

تخيلوا… أخيرا: ماذا لو قرر الثلاثي (قينان.. عثمان.. جاسر) مجرد الانتقام من كل هذه (الهجولة) بين الصحف ومسافات المدن بإنشاء صحيفة إلكترونية؟ تخيلوا لو أن هذا الثلاثي اجتمع في مكان واحد وتحت منبر واحد؟ الجواب: هذا المقترح هو نهاية عصر (الصفحة التقليدية) ونهاية استيراد الورق. الكارثة أن هذه الأسماء تبحث عن عمل.

على سعد الموسى

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *