تصالح الشيوخ .. بقي المغردون !

جاءت أخبار المصالحة الخليجية لتبدد تلك الغيمة الرمادية التي جثمت على صدور أبناء الخليج طوال الفترة الماضية، صحيح أن الأزمة السياسية السابقة لم تؤثر إطلاقا على المصالح الاقتصادية المشتركة والترابط الاجتماعي بين أبناء دول المجلس ما يدل على حكمة القيادات ووعي الشعوب الخليجية أيضا؛ لأنهم جميعا وضعوا خطوطا حمراء لتأثيرات الخلاف السياسي، بحيث لا يمس المصالح الخليجية المشتركة التي هي أساس تماسك دول مجلس التعاون في مواجهة التحديات المختلفة، وحده التعاطي الإعلامي مع الخلاف الخليجي كان خاليا من الحكمة ومتجاوزا في بعض الأحيان للخطوط الحمراء التي تعارف عليها أبناء الخليج.. وهذا أمر مؤسف جدا.

كانت الغالبية العظمى من الخليجيين تشعر بأن الخلاف السياسي لن يطول ــ بإذن الله، وإن طال، فإنه لن يتطور إلى أبعد مما هو عليه، ولكن بعض الإعلاميين والمغردين هنا وهناك وجدوا في أجواء الخلاف السياسي فرصة لتخطي أعراف الحوار بين الأشقاء، وتحول موقع تويتر إلى ساحة للتراشق الإعلامي والضرب تحت الحزام وفوق الحزام وحول الحزام، لو كانت المسألة تتعلق بالخلاف في وجهات النظر لقلنا إن هذه هي سنة الحياة، ولكن الأمر تطور بين الأطراف التي شكلت (أصوات الاحتقان) في موقع تويتر إلى تبادل الاتهامات المسيئة والأوصاف البذيئة والأقوال الرديئة التي لا تليق أن تصدر من مواطن خليجي تجاه أشقائه في بلد خليجي آخر.

واليوم، تصالح الشيوخ.. وهذا من فضل الله علينا.. وليس مطلوبا من الإخوة الذين كانوا طوال فترة الخلاف أبواقا للخصام البذيء إلا أن (ينقطوننا بسكاتهم)، وأن يتجاهلوا الشجارات الصغيرة التي نشبت بينهم خلال تلك الفترة لأنها لا تهمنا.. ما يهمنا هو أن يسكتوا قليلا، وأن (يهمدوا) قليلا ويكفوا عن هذا التنابز والتراشق الفج والرخيص، خلاص.. انسوا الموضوع.. ولن نقول إنكم تبادلتم الردح الرخيص في منتصف الساحة.. لا يهمنا من غلب فيكم الآخر.. من الذي صدقت توقعاته؟، ومن الذي كذب كما كذب من قبل؟، كل هذا غير مهم.. المهم أن تصمتوا لشهرين أو ثلاثة حتى ننتقل إلى مرحلة ما بعد بعد المصالحة ولا نتوقف عندها.. وإلا كيف يكون خليجنا واحدا؟ ومصيرنا واحدا؟!

خلف الحربي

نقلا عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *