لسنا وحدنا .. ولسنا الأفضل!

لسنا وحدنا لكننا الأفضل.. هذا شعار تجاري.. ترفعه بعض الشركات عندما تقدم منتجاتها الاستهلاكية للجمهور.

لكن حينما نتحدث عن المجتمع.. عن الشعب.. عن الدولة.. لا يمكن لنا أن نرفع هذه الشعارات.. فإن كنا فاعلين فلنقل: لسنا وحدنا.. ولسنا الأفضل!

نعم لسنا استثناءً في العالم اليوم.. نحن شعب كغيرنا من الشعوب.. لكن المؤلم -وقلت هذا مراراً- أن الصورة التي يُراد لها أن تلتصق بنا وحدنا، موجودة في كل دول العالم.. في مجتمعات الثورة الصناعية.. تلك التي تمتلك أكبر مصانع الكحول في العالم، وتقنن البغاء، وتشرع القوانين للرذيلة والعهر والشذوذ.. بل هي موجودة حتى في الدول التي لم تعرف النفط!

الجزء الأشد ألما في الصورة هو أنها من إنتاج بعض الأشقاء العرب -سامحهم الله- الذين لو جرى المال في أيديهم لربما -والله أعلى وأعلم- فعلوا الأعاجيب، وقالوا في الليل والنساء والخمر ما لم يقله عمرو بن كلثوم ولبيد وأبو نواس!

اليوم تطورت المسألة.. وأصبح هناك من يبحث عن مساوئ التقنية الحديثة ويلصقها بنا وحدنا دون سوانا.. وبأموالنا نحن!

كل ظاهرة سلبية تفرزها التقنية يتم قرنها بهذا المجتمع الطيب.. قبل أيام صدمني “مانشيت” تصدّر مجلة محسوبة على بلادنا يقول إن السعوديين يستغلون “تويتر” في التسول و”الشحاذة”!

ترك شقيقنا العربي الذي يعمل في مجلة تصدر بأموالنا، كل محاسن وإيجابيات استخدامنا للتقنية.. وترك في المقابل كل سلوكيات الأشقاء العرب، ولصق فينا وحدنا عيوب التقنية، وكأن مجتمعنا وحده من شذ بعض أفراده عن القاعدة!

ننتقد أنفسنا، وليس لدينا حساسية من انتقادات الآخرين لنا.. لكن؛ قليل من الموضوعية والعدل يا ناس، نعم هناك نماذج سيئة لدينا.. لكننا لسنا استثناء.. غيرنا يستخدم التقنية لما هو أشد وأنكى.. لسنا وحدنا، ولسنا الأفضل!

صالح الشيحي

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *