مباراة الهدف الأول

يقولون في التجارة: إن الريال يأتي بشقيقه الريال، أما في كرة القدم: فإن الهدف يأتي بالهدف، والفوز يجر الفوز، ولذلك أظن أن مباراة الهلال وسيدني في نهائي دوري الأبطال الآسيوية، هي مباراة الهدف الأول فقط. إن نجح السعوديون في هز شباك ضيوفهم قبل أن تهتز شباكهم فإن الهدف الثاني والثالث وربما الرابع ستكون أسهل بكثير من الأول، أما إن ظفر الضيوف بتسجيل الهدف الأول، فإن سيناريوهات سوداء عدة ستكتب حروفها الأولى مع إصابة الشباك.

.. وما بين السيناريوهات الفَرِحة والحزينة المتوقعة، نحن موعودون الليلة بحفلة كروية صاخبة يترقبها المحبون والكارهون للفريقين، مباراة تحمل ضغوطا نفسية عالية على الجانبين، أوجدها جو من الترقب، ولد صراعات رياضية وثقافية واجتماعية وعقائدية غير مسبوقة في مشهد رياضي من قبل. هذا الجو المشحون بدوره سينعكس كثيرا على أداء اللاعبين، وستكثر الأخطاء الفردية في الجانبين، وهنا يبرز دور القيادات الميدانية أكثر من الإدارية. في الهلال، الحمل الأكبر سيكون على ديجاو، كريري، نيفيز، ناصر، وياسر، وفي الجانب الأسترالي المهمة ملقاة على عاتق الحارس الأربعيني انتي كوفيتش، وزميله المدافع نيكولا ستانلي، والمهاجمين سانتلاب ويوريتش.

صراع الخبرة في الميدان، سينعكس على شبان الفريقين، ويبقى التركيز الذهني طوال الدقائق الـ 90 زر التحكم الحقيقي في المواجهة.

.. السيناريو المتوقع من الضيوف هو، الرقابة اللصيقة على منافذ القوة في الهلال، وتحديدا سالم، نيفيز، ناصر، وإجبار الأزرق على لعب الكرة بعرض الميدان لا طوله، دفاعا، أما هجوما فسنشهد محاولات خجلة من الأستراليين تعتمد على استثمار الكرات الثابتة بتحويلها إلى عرضيات متقنة، واللعب بالكرات الطولية الإنجليزية القديمة للاستفادة من براعة يوريتش وسرعة الإفريقي كوبيني إيباه فيما لو شارك.

من جانب الهلال، يبدو الاندفاع السريع لهز ثقة السيدناويين وإصابة مرماهم مبكرا، سيناريو متوقع قياسا بالتحفز الجماهيري والإعلامي الذي سينعكس بلا شك على اللاعبين لا إراديا.

بعيدا عن السيناريوهات المتوقعة وكل هذا الزخم والحمل الثقيل الملقى على أكتاف لاعبي الفريقين، أعتقد أن الواقعية والانضباطية والتركيز الذهني، السلاح الأفضل للفريقين. ولنبسط المباراة أكثر.. أي هدف للهلال في أي دقيقة من المباراة مقابل شباك نظيفة يعني تمديدها إلى أوقات إضافية، ويعني أيضا كسر شوكة المنافس والعودة إلى البداية، إذا لماذا الاندفاع؟ الواقعية والهدوء مطلب، وتسيير المواجهة إلى أهدافنا وغاياتنا أفضل من المغامرات غير المضمونة.

أقل اللاعبين ضغوطا يبدو لي أنه الروماني ميهاي بنتيلي، ولذلك أعتقد أنها مباراة كبيرة منتظرة لابن بوخارست، وعلى ريجي أن يستثمره كما يجب، ويفعل صواريخه التي غابت منذ أن حل في الرياض.

ويسترن سيدني.. فريق لا يبحث عن السيطرة على الكرة قدر بحثه عن تعطيلها، إنه فريق يشبه النار تحت الرماد، ساكن حد الموت، لكنه يلدغ في غفلة، ولدغته مميتة، فحذارِ.. حذارِ من لدغة الغفلة.

بتال القوس

نقلا عن “الاقتصادية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *