ابن حميد: عصبية نشأة تربط الدولة السعودية بالدين و ليس حلفاً ينفك في أي لحظة

الرياض ـ عناوين:

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد خطأ من يظن أن ما بين الدولة السعودية والدين هو حلف ووظيفة تؤديها الدولة، مشددا على أن هذا الدين للدولة هو عصبية نشأة لا تقوم لها قائمة بدونه.

وقال خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام: “أعجب ممن يريد أن يفرق بين الدين وهذه الدولة ويظن أن ما بينهما إنما هو حلف يمكن أن ينفك فهذه غفلة عن سنن الله في التاريخ والأمم والدول، إن ما بين الدين وهذه الدولة هو عصبية نشأة وكل دولة تنفك عن عصبية نشأتها لا تقوم لها قائمة، فالالتزام بالإسلام وتحكيمه والدعوة إليه في هذه الدولة ليس مجرد وظيفة من وظائفها بل هو روحها وحياتها وهدفها ومنهجها”.
وأوضح أن من مظاهر استهداف العدو لأمة الإسلام وشعوبها بث الشائعات بأنواعها، والتهجم على البلاد ومكتسباتها وقياداتها، ونزع الثقة من رجالاتها من العلماء الراسخين والساسة الصادقين والوطنيين المخلصين، فيتصيدون الأخطاء وينشرون العثرات.

واشار ابن حميد إلى أن من مشكلات هذا العصر ما تزخر به وسائل الاتصال وأدوات التواصل من سيل المعلومات الهادر المتدفق، لا تمييز فيه بين المحق والمبطل والصادق والكاذب، فيكون سريان المعلومات الصائبة والخاطئة أسرع من النار في الهشيم، ما يوجب أخذ الحيطة والحذر، فضلا عن المواقع المنظمة لتأليب الشعوب ونشر الاضطراب وزرع الفتن.

وأضاف أن أقرب طريق للمعرفة والإدراك أخذ العبرة وسلوك مسالك الاعتبار، فعلى المؤمن الصادق أخذ العبرة مما يحدث من حوله من أحداث جرت الويلات على ديار المسلمين، داعيا الشباب إلى تقدير نعمة الامن بالمملكة والمحافظة عليها، قائلا: “الحذر الحذر أن يذهب هذا الأمن الوارف فكونوا معتبرين قبل أن تكونوا عبرة، وازنوا بين المصالح وقيام الدين وشعائره ورص الصفوف واتحاد الكلمة ووحدة القيادة المسلمة ولزوم الجماعة والرجوع لأهل العلم الراسخين”.

وشدد على أن الأخطاء موجودة والكمال ليس مدعّى، لكن لا يجوز لأي عاقل فضلا عن مسلم ومواطن مخلص أن يكون النقد والمطالبات على حساب سلامة البلاد وأمن الأوطان واجتماع الكلمة، قائلا: “المطلوب هو النصح والتناصح والمعالجة بالحسنى وسلامة الصدور والصدق في المعالجات والعزم على الخير وتحصيله ودفع الشر وتفويته”.

وتابع: “ليس من النصح ولا من الإخلاص تصوير البلاد وكأنه لا خير فيها واقتناص الفرص لإشاعة الفوضى ونشر البلبلة، فليس مخلصا من يهدم ثوابت بلده وقيم مجتمعه باسم النقد وحرية التعبير وكذلك من يظن أن هناك تعارضا بين الوطنية والإسلام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *