ما مدى قربنا من الموت بعد عبدالله القاضي ونجلاء بخاري ؟!

سأروي قصصاً سريعة قصيرة تشرح كيف اغترارنا بالدنيا يسلبنا مشاعرنا دون أن نشعر ، ينتزع الرحمة من قلوبنا ،، ولعلي لا اقصد الإغترار بالدنيا ان تسمع مقطع من أغنية ان ان تدخن سيجارة ، انا اقصد الأعمق

كزوجان ينامان يومياً على خلافاتهم ، ينام كل منهما على اريكة او على سرير منفرد ، لضمانهم بأن الصباح وشمسه كفيلة بأن تمحي ما كتبه الليل ،،

كمراهق بعنفوانه ورجولته ، يضرب أخته لخطأ ارتكبته ، وكصديقات فرقتهم شائعات ، وكأصدقاء مات أحدهم على يد آخر بسبب شراكة عمل ، كيتيم اشفقت عليه ونسيته ، وكفقير ابتسمت له ولم تعطه مالاً ، كخادمة رأيتها تنظر للطعام واعطيتها بقاياه ، وكسائق لبست كل خزانتك أمامه وهو يرتدي نفس اللباس منذ قدومه من بلاده ،،

كوردة دهستها بقدمك بعد أن قطفتها من حديقة جارك ، وكجدار يقع في وطنك كتبت عليه مدى فخرك بنفسك بعد تشويهه ،،

كل المواقف السيئة قد تحدث بحكم الفطرة ، لكن ما نستطيع التحكم به هو كم سنبقى على هذا الموقف ؟! ساعة أم يوم أم سنة ؟!

الإغترار بالدنيا جعلنا نغفو ونحن بكامل اليقين بأننا سنستيقظ غداً ، وبأن من أخطئنا بحقه سيستيقظ أيضاً ، وبأن الأيام كفيلة بأن تصلح الحال كما نقول ،،

عندما خلقنا الله لم يذكر لنا أعمارنا فهناك من قضى 100 سنة وأكثر وهناك من مات في رحم أمه ، لعل اعتيادنا على النعم انسانا حتى تخيل فقدانها ،، ولعلنا اعتدنا على رحمة الخالق بنا دوماً

يوجد الله التباين كي نشعر بغيرنا ويشعر غيرنا بنا ، الأيام ليست مضمونة ، أعمارنا أيضاً ليست مضمونة ، نجلاء بخاري عروس ذات 18 ربيعاً طلبت من والدها ان يزفها لعريسها ونامت ، فزفها والدها في صباح اليوم عروس ترتدي الأبيض لكنه ( كفنها ) ، عبدالله القاضي مبتعث قتل على يد عصابة قاموا بسرقته ثم قتله بعد أن عدنا بتغريداته إلى الوراء والتي كان أغلبها يحمل صيغة وداع ،،

فلنودع بعضنا كل يوم ، الخير لا وقت له ، والتسامح لا مكان له ، الله خلقنا كي نسعد بعضنا لم لا نفعل ؟!

يقول سقراط : جميع نفوس البشر خالدة ، ولكن أرواح الصالحين خالدة والهية

(أميرة العباس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *