لست منهم يا وزيرنا المحبوب!!

كثيراً ما استشهد موسوعة «النور والهداية»/ «علي الطنطاوي» (رحمه الله) بقصة (الدُّب وصاحبه)، وملخصها بعد حذف الاستطراد «الطنطاوي» اللذيذ: أن رجلاً تصاحب مع (دُبٍّ)، وذات رحلةٍ أراد أن يستريح، ويغفو قليلاً، بينما ظل الدبُّ مستيقظاً لحراسته، وأثناء شخير الرجل وقعت (ذبابة) مقرودة على أنفه، فما كان من (الدُّب) الوفيِّ إلا أن تناول صخرةً كبيرةً، وألقاها على (الذبابة)؛ جزاءً لها وردعاً لأمثالها!!

هذا ما يفعله بعض «محترفي» الإعلام المـ… «الهاوي»، ولن نستخدم مصطلحاً (جاسرياً) شهيراً؛ لعيون أستاذنا/ «علي الزيد» (نائب عريف الفصل في صحيفة «مكة»)! ففي إحدى الصحف فوجئنا يوم الأربعاء الماضي بإعلان (متعوب عليه) في صفحة كاملة، يشكر فيه طاقم المؤسسة معالي الوزير/ «عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة» على (تفضله) بحضور حفل تكريم الأستاذ/ «محمد بن علي الخضير» (المدير السابق للشركة الوطنية الموحدة للتوزيع)!
ويبدو أن محبة «الخضير» (وهو جدير بأكثر من ذلك) قد أعمت الفكر «الهاوي» عن الرسائل الخطيرة التي لا يمكن أن تمر على المتابع (المحترف) مرور الكرام ولا «أمن الطرق»!!

منها: أن شكر مسؤول على قيامه بواجبه يعني أنه ليس من عادته أن يفعل ذلك! وهو ما ينفيه عن معالي الدكتور/ «خوجة» عشرات المناسبات؛ كتكريم (عبده بوكر 2010) حيث ألغى ارتباطه (الرسمي) ليتقدم الحضور!
ومنها: أن هذا (الإعلان) المتحدث بلغة «الصورة» يوحي بأن (المشكور) من جوعى الظهور (بأي شكل)، اللاهثين خلف «الفلاشات»، وقد ابتلينا بكثير منهم، لا يستنكفون عن ابتذال أسمائهم (وصورهم طبعاً) حتى في برامج (المهايط) في قنوات (خَلُّوووها) لـ«مزاين الإبل»!!

أما معالي الدكتور/ «خوجة» فلو استأذنه الزملاء في تلك الصحيفة لما سمح لهم، وقد شرف مئات المناسبات بعيداً عن «الفلاشات»!

كان الأحرى بنا أن نستغل هذه المناسبة ونذكِّر معاليه ما ليس ناسيه وهو: تقصير «الوزارات المتعاقبة» بحق المثقفين، منذ بلدياته الرمز/ «أحمد السباعي»، الذي دعا إلى إنشاء صندوق تكافل، يسندهم إذا أمست شمسهم «بأطراف العسيب»، كما يقول الشاعر النجدي!

وهو المشروع (المعطَّل)، الذي يسميه «بلدياته برضو»/ «محمود تراوري» بـ(الصندوق الأسود)!!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *