أوقد شمعة والعن الظلام!!

(هلكونا) مشعوذو تنمية الذات «بكليشاتهم» المستوردة: يا أخي تفاءل وانشر التفاؤل.. انظر دائماً للجانب الإيجابي.. أحبطتُم الشباب بكثرة الحديث عن السلبيات، وأنتم تعرفون أن بلادنا فيها الكثير من الخير، وأنها محسودة على ما تنعم به من الأمن، والاستقرار، و«مستوى عالٍ من الرفاهية»، ويُتَخَطَّفُ الناسُ من حولنا!

حاول أن يفهِّمَهم «عبدالعزيز السويد»، كاتب «الحياة» التي كُتبت لها الحياة من جديد، بعد أن توقفت (4) أيام (2007) على ذمة «الرقيب»، في موقفٍ جعل لرئيس تحريرها (فيذا)/ «جميل الذيابي» قُبلةً حارَّة على الجبين، دَيْناً في رقبة كل شابٍّ، من جيل الفتى «تركي جميل الذيابي»! حيث قال «السويد»: إننا نتحدث عن السلبيات لأنها قليلة، أما الإيجابيات فمن الصعب الإحاطة بها!

أما «الأخخخخ/ أنا» فلم تكفِ ابتسامته الدائمة، التي لا تدانيه فيها إلا الزميلة (لافاش كيري)! فضرب لهم مثلاً بواحدٍ من «الربع»، ظل وفياً لزوجته حتى تقدمت بهما السن، وإذا به يفاجأ بها (وكانت تتمتع بروحٍ رياضية لو وزِّعت على مشجعي أندية (المتردية والنطيحة) لكفتهم) تلحُّ عليه بأن (يشوف نفسه) ويتزوج عليها! وإمعاناً في الروح الرياضية خطبت له بنفسها فتاة في الـ(17) من عمرها! وافق بعد تردد؛ لأنه لا يريد أن يكسر خاطرها، وهو الذي لم يرفض لها طلباً قطُّ!

ولكنه غرق في العسل (يوم ويومين وجمعة وشهر وشهرين)، كما تقول «الحلا كله»؛ ما حرَّك غيرة «العجوز»؛ فأرسلت ابنهما الأكبر قائلة: «أنا ما أبغى إلا العدل: ليلة لي وليلة لها»! فأجاب «العريس» قائلاً: «لقد صبرت على أمك (40) عاماً، فالعدل يقضي بأن أصبر على الزوجة الجديدة (40) عاماً أيضاً، ثم نبدأ ضربات الترجيح ليلةً وليلة!!!

وقد صبرنا على إعلامنا أكثر من (40) عاماً، وهو يكرِّس فينا أننا أفضل المجتمعات في الدنيا والآخرة، و«كل شي زين طال عمرك»؛ فاصبروا علينا (40) عاماً، نمارس فيها بيت «جاسم الصحيِّح»: (دَعْنِي أُثَمِّنْ بالشِّجارِ مَحَبَّتِي * أغلى المَحَبَّةِ ما يكون شِجارا)، وأبشروا بعدها بمعلقاتٍ ندبِّجها في إيجابياتنا التي لا تعد ولا تحصى، و«عين الحسود فيها عود وقانون وكمنجة كمان»!!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *