“ما عندنا صلاحيات”!

أحيانا يعلل البعض تقصيرهم بعدم وجود الصلاحيات التي تمكنهم من العمل.. يقول لك: “ودي أعدّل، ودي أغيّر، لكن ما هو من صلاحياتي”.. أو: “عندنا حماس لكن ما عندنا صلاحيات”!

ولذلك لا تستطيع وضع الإنسان أمام التحدي الحقيقي والمحاسبة طالما لا يمتلك صلاحيات تمكنه من ذلك.. ناهيك أنك لا تعرف هل فعلا لا يمتلك صلاحيات أم لا!

مجلس الوزراء منح مشكورا -بشكل علني- في جلسته الأخيرة هيئة الغذاء والدواء صلاحيات واسعة، لأجل الحفاظ على سلامة الغذاء في السعودية، بموافقته على نظام الغذاء الجديد.

ينص النظام حسبما نشرت “وكالة الأنباء السعودية” على أن للهيئة العامة للغذاء والدواء -لاحظ- سحب أي غذاء يشكل خطرا على صحة المستهلك أو الصحة العامة، ولا يمكن تفاديه بالتدابير المتاحة، أو -لاحظ أيضا- اتخاذ الإجراءات المناسبة وفقاً لما تقتضيه طبيعة الحالة. على أن -لاحظ مرة ثالثة- تُنشىء الهيئة وتدير نظام إنذار سريع للتبليغ عن أي خطر مباشر أو غير مباشر على صحة الإنسان يكون مصدره الغذاء.

هذه صلاحيات واسعة.. وصلاحيات عملية يحلم بها أي مسؤول جاد وعملي و”قلبه على الناس”.

زيارة خاطفة لأي مصنع أو معمل أو محل مواد غذائية في بلادنا تكشف لك حجم الفوضى الغذائية، وحجم السموم التي تباع للناس دون رقيب، وتحديداً الأغذية الخاصة للأطفال، والغريب أن هناك أغذية -حسبما نشاهد ونقرأ- تمثّل خطرا فادحا على الصحة العامة!

سنتصل ونبلّغ ونشكو ونطالب.. فهل سيقول الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء “لا توجد لدي صلاحيات”؟!

صالح الشيحي

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *