ما بين انسانية انجلينا جولي ومهنية فوزية سلامة

انجلينا جولي الممثلة المعروفة الحائزة على جائزة الأوسكار والمبعوثة الخاصة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة : منحتها الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانية رتبة (قائدة) في الإمبراطورية البريطانية في حفل خاص في قصر بيكنجهام تكريماً لها على حملتها من أجل انهاء العنف الجنسي في مناطق الحروب والتي اسستها مع وزير الخارجية البريطاني السابق وليام هيج ، والوسام هو ثاني ارفع وسام شرف في بريطانيا بالرغم من انها غير بريطانية ، انجلينا كفلت ايتاماً من البشرة السمراء والبيضاء يذهبون معها اينما حلت وارتحلت ويظهرون معها إعلامياً دون خجل،ناهيك عن اعمالها الخيرية الدائمة ما علمنا منها ومالم نعلم لكن الفرق ان العدسات تلاحق انجلينا وهي تفعل الخير ، بينما نحن نلحق العدسات لتصورنا ونحن نفعل الخير ، انجلينا ارتدت فستان زفافها الذي كان تصميمه من رسمات أطفالها والوانهم وفوضتهم وبرائتهم ، كانت بعيدة عن القصور والألماس والضجة الإعلامية الفارغة ، انجلينا وضعت وشماً عربياً على يدها كتبت ( العزيمة ) ، انجلينا ازالت ثدييها وظهرت إعلامياً أمام العدسات ، انجلينا ظهرت إعلامياً وصرخت بخيانة براد بيت لها والبكاء أمام الجمهور ،، انجلينا نجوميتها بحجم نجوميتنا جميعاً ، لكنها (إنسانة ) لا تلهث وراء لقب سفيرة ولا تبحث عن دروع او صحافة تجمل صورتها ، أو شكلها .

فوزية سلامة : إعلامية وباحثة اجتماعية وصحفية وروائية مصرية ، مذيعة برنامج كلام نواعم ، واستلمت رئاسة تحرير مجلة سيدتي ، عملت في عدة برامج في القسم العربي من هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. وكانت تكتب مقالا أسبوعيا في جريدة الشرق الأوسط ، اصيبت بسرطان البنكرياس الذي اخذها مننا وتركنا جيلاً جاهل لا يفقه إعلامياً ، نغرد كالغربان فقط ، نصفق للمخطئين وننبذ المصيبين ،
شاهدت تقريراً عن وفاة فوزية سلامة ذكرت فيه احد المذيعات بأن فوزية سلامة في احد الحلقات توفت اختها ، لكن هذا لم يمنعها من الظهور وتقديم الحلقة قائلة : ليس للعمل علاقة بالحياة الشخصية ومشاكلها ،، فوزية رحمها الله كانت نموذج إعلامي عربي نسائي مشرف تدافع بإستماتة عن حقوق المرأة وانصافها ، فوزية لم تبحث عن الشهرة ولا الألقاب بل الألقاب هي التي بحثت عنها واتتها على طبق من فضة ، فوزية لم تتحدث بل تركت أعمالها تتحدث ، فوزية لم تجري عمليات تجميل بل ظهرت حليقة الرأس في حلقاتها وظهرت خلال معاناتها مع السرطان ، فوزية استمرت بتصوير كلام نواعم لآخر أيامها وكانت تجهد وتتعب لكنها لا تتهاون في عملها ..

ان تحدثت بإنصاف أنا ارى اليوم القاباً ثمنها بضع دولارات تمنح لأشخاص نخجل من ذكر أسمائهم ، نرى جوائز لا تمت للواقع بصلة تمنح لهم ولهن أيضاً ، نرى اشكالاً جميلة بلاستيكية تقدم أعمالاً فارغة المحتوى ، هل نقدم أعمالنا أم انفسنا ، هل نعمل لنحصل على القاب وجوائز ، ناهيك هن اللاهثين مننا وراء الدولارات نفسها !!

نحن اليوم نتاجر بجمالنا ومواهبنا نتاجر حتى بخلافاتنا الإعلامية ، حتى بزواجنا ، حتى بإنجابنا ، نحن نبحث عن الضوء الخاطئ المؤقت ، نحن نحرق أنفسنا ،،

الفن اليوم : رسالة سامية إنسانية إجتماعية صامتة صارخة صادقة ، الفن أفعال كثيرة تترجمها اقوال قليلة ، الفن اليوم اجعلني اراه بك قبل ان تحدثني عنه ،، الفن اليوم يتجه يميناً ونحن ننعطف يساراً ، ،

إن الأشخاص الهادئين يمتلكون اكثر العقول صخباً ونشاطاً (ستيفن هوكينغ

أميرة العباس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *