فلسطينيو غزة يحوِّلون صواريخ إسرائيل إلى “تحف” و “مزهريات”

غزة ـ أ ف ب :

في وسط غرفة استقبال الضيوف في منزل المواطن حسام الضابوس (33 عاماً) في مدينة غزة، اربع مزهريات، يتبين بعد التدقيق فيها أنها بقايا صواريخ وقذائف اسرائيلية أعيد ترميمها بشكل فني.

وحصل هذا الشاب على بقايا هذه الصواريخ والقذائف الاسرائيلية من ارض حدودية مع اسرائيل شمال غزة بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة.

وقال الضابوس الذي يسكن في مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع “أخذت الصاروخين كذكرى لكن الأهل والجيران خافوا من منظرهما، ففكرت بالرسم عليهما لتصبحا تحفة جميلة”. وأضاف “أردت أن احتفظ بهما ليراهما اطفالي حين يكبرون واخبرهم انهما من مخلفات حرب 2014 التي قتلت اكثر من الفي شهيد وكيف حولت القتل إلى حياة بعمل مزهرية من هذه الصواريخ”.

ومع افتقاره للخبرة في الاعمال الفنية لجأ الشاب الذي يعمل في انتاج العسل إلى جاره الذي يمتلك ورشة للتصميم و الإعلانات لمساعدته في تزيين هذه القذائف. ولكنه لاحظ اقبالاً واسعاً من اصدقائه وجيرانه على اقتناء بقايا هذه الصواريخ المزينة، ما دفعه للتفكير في استثمار الفكرة لعمل عدد اكبر منها وبيعه.

وفي سبيل الحصول على المزيد من بقايا الصواريخ الاسرائيلية وتزيينها لجأ إلى شرطة “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف حزيران (يونيو) 2007.

وعلى الرغم من حصوله على تصريح من شرطة “حماس” باخذ أي عدد يريده من بقايا هذه الصواريخ، إلا انه اكتفى باخذ دفعة اولى من حوالى عشرين قطعة متنوعة بين قذائف مدفعية وطيران وهاون. وأوضح: “أخشى أن يعتقد الناس أنها صواريخ حقيقية، فتقوم اسرائيل بقصف منزلي”.

وأما خضر ابو ندى (32 عاما) احد الزبائن الذين طلبوا من الضابوس تزيين بقايا صاروخ اسرائيلي له، فيقول “أعجبتني الفكرة. أريد أن احصل على تحفة من بقابا صواريخ اسرائيل التي يقتلونا فيها”. ويتابع الشاب الذي دمر مصنعه لصناعة مواد التنظيف شرق مدينة غزة في الحرب الاسرائيلية الاخيرة، “ساضع المزهرية في بيتي وازرع فيها الورود، فالله يحب السلام ونحن في غزة كذلك”.

وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة يزين محمد الزمر (33 عاما) ايضا حديقة منزله بالعديد من التحف التي صنعها من بقايا صواريخ وقذائف الهاون الاسرائيلية، وايضاً بعض الشظايا التي تطاير عدد منها على منزله في الحرب الاسرائيلية الاخيرة.

ويشير الشاب الذي يعمل نادلاً في مقهى الى بقايا صاروخ مدفعية اسرائيلية كتب عليه “لا للحرب، كفى” الى جانب خريطة رسمها لفلسطين، ويقول “هذه رسالتي”. ويرفع شظية صاروخ اسرائيلي قام بتثبيتها على لوح خشبي وزينها بشريط قماشي. وكتب عليها “نحن شعب لا نستسلم اما ننتصر او نموت” ويقول “اعتز بهذه القطعة، فهذه الشظية سقطت على منزلي في الحرب الاخيرة ونجوت حينها من الموت بأعجوبة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *