في يوم الوطن.. عذرا ياوطن

مارأيكم ياسادة في هذا اليوم الوطني لمملكتنا الحبيبة أن نفتح التلفاز مثلا ونتسلى في مشاهدة مسلسل ذو طابع وطني نوعا ما .. وحتى أنا مثلكم لا أدري هل هو ممتع في حلقاته ويجلب الحماسة والفخر أم سيجلب علينا الحزن والضجر والبكاء على واقع الحال .. قالوا لي أنه مكون من 4 حلقات فقط وشاهده يا عبدالعزيز وقل لنا بعدها هل استمتعت به أم حزنت .

ابتدأت أول حلقة له وكان عنوانها هو “أمجاد تكتب بماء الذهب” .. في هذه الحلقة استمتعت أيما استمتاع وتلذذت بمشاهد تسر الأعين وتطرب الفؤاد .. من أول لقطة فيها شدة انتباهي إلى حين انتهائه .. حقيقة لم أتمنى أن تنتهي لروعتها .. كان شعار الفوز والانتصارات والتضحية والتنافس الشريف والرقي في المؤازرة هو أبرز سمات هذه الحلقة التي انتهت وكلي شوق لرؤية حلقة أخرى تضاهيها جمالا .

حلقة ثانية ابتدأت وكان عنوانها غريبا لم أفهمه أو ممكن أني لا أريد حقا أن أفهمه .. “بداية النهاية” كان هو عنوانها فابتدأت الحلقة وانتهت بدون إدراك لكل ماحدث فيها وكيف حدث ولماذا حدث .. ذهول غريب جاءني فلا أشاهد إلا هوان وضعف بعد قوة ، وعمّت المصالح الشخصية وفاقت على التضحيات ، وتراشق بالكلمات وتصفية حسابات على حساب التنافس الشريف وعلى حساب الشيء الأسمى الذي أتوا من أجله .

أسرعت في مشاهدة الحلقة التي تليها لعلّي أصادف أحداثا غير تلك التي رأيتها .. لعلّ الأمور تكون أحسن من حلقة مضت كانت بائسة بكل ما للكلمة من معنى ، لكن للأسف وجدتها أبأس من سابقتها .. فشاهدت زيادة على ما مضى أناسا لا يمتون للمهنة بأي شيء .. هم للأسف أبطال هذه الحلقة ، ومن خلفهم برامج تُسوق لهم لأجل أرباحهم ، و”معزّب” يُقرب منه من يمدحه فقط .. كان آخر اهتمام هؤلاء الممثلين مادة قيمة يقدمونها لمن يشاهد مسلسلهم لأجل أن يُحترموا .. فما شاهدت شيئا .

شاهدت الحلقة الأخيرة وكلي أسى على مسلسل وطني حزين أخذ وقتي وأنا أشاهده .. حلقة كانت استكمالا لحلقات بائسة أخرى .. فما جد جديد ولا تعدلت أوضاع ولا انصلح الحال .. وعندها أيقنت أن أغلب ممثلي هذا المسلسل هم في الأصل ليسوا ممثلين “وامتهنوا مهنة ليست مهنتهم أبدا” .

انتهى هذا المسلسل الذي كنت أحسبه مسلسلا وطنيا سأتباهى به ، فإذا به دراما حزينة بائسة مريضة شوهت قيمة الممثل لدي وبكيت على حال مهنة شريفة تلاعبوا بها .. وعلى مشاهد مغلوب على أمره يفرح عند مشاهدتهم .

أخيرا وقعت عيني على اسم المسلسل وليتني قرأت الاسم من البداية لأني حتما حينها لن أشاهد حلقاته أبدا .. كان اسمه : “رياضة بلدي من الأفراح إلى الأتراح” .

فعذرا يا وطني على حروف بائسة كتبتها في يوم الوطن .. كتبتها لأجل حبي لوطني ، لأجل حبي لرياضة بلدي ، لأجل حبي لكرة القدم .

بقلم(مجرد رأي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *