قطار بأربعة اتجاهات!

 

يبدو الأمر غير مفهوم.. تستطيع وصفه بأنه نادر الحدوث في أي نظام إداري آخر.
قطار الدمام الرياض لنقل الركاب والبضائع تحت مسؤولية المؤسسة العامة للخطوط الحديدية. “قطار الشمال الجنوب” مسؤولة عنه شركة “سار”. قطار المشاعر مسؤولة عنه وزارة الشؤون البلدية والقروية. “قطار الجبيل الدمام المنتظر” يقع تحت مسؤولية وزارة المالية. قطار جدة الرياض ـ ما يعرف بالجسر البري ـ يقع تحت مسؤولية صندوق الاستثمارات العامة!

السؤال الذي يقفز أمامك فور مطالعتك هذا الاشتباك: لماذا لا يتم جمع هذا الشتات تحت مسؤولية وزارة النقل، أو المؤسسة العامة للخطوط الحديدية؟.. إجابة هذا السؤال هي: “مو شغلك”!

استعرضت عددا من تصريحات الرئيس العام الجديد للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، المهندس محمد السويكت، الذي بالكاد يكمل عامه الأول، حينما يقول إن نسبة رضاه عن العمل في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية لا تتجاوز 40%، فهذا تصريح يستحق الاحترام لموضوعيته وواقعيته وشجاعته. حينما يقول إنه يسعى إلى رفع هذه النسبة لتصبح 80% بعد عام من الآن، فهذا مؤشر على جدية الرجل وقبوله للتحدي والمحاسبة.

لكن ـ ولست متشائما بالمناسبة ـ لا أظن النسبة التي يطمح إليها الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية ستتحقق خلال سنة أو حتى سنتين أو حتى عشر، وسط هذه البعثرة العجيبة.

نجاح الرجل مرهون بأمرين: الأول: لملمة الشتات وتوحيد هذه الجهود. الآخر: أن يجد الدعم من وزارة المالية، لرفع يدها عن هذا القطاع وإعادته إلى وزارة النقل كخطوة أولى، وتطويره ودعمه كخطوة تالية.

أعلم أن هناك نقاشات وتوصيات حول هذا الموضوع، لكنها حتى الآن ليست ملزمة أو نافذة. ولذلك الذي منح المالية كل هذه الصلاحيات لتهيمن على هذا القطاع، هو من يستطيع ترتيب الأمور مجددا.

صالح الشيحي

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *