(لما تصير الكورة مربعة )

قيلت سابقاً للدلالة على استحالية نزول المرأة للملاعب الخاصة بكرة القدم ، ونقولها اليوم وبعد ان نزلت الفتاة للملاعب : لما تصير الكورة مربعة بتلعبين فيها !!

لا أعلم ما سر الهجوم اللاذع على ممارسة الفتاة للرياضة ، وسر ربط الرياضة (بالشنب ) او بمعنى أصح بالذكورة والخشونة ، وتحديداَ كرة القدم التي أصبحت والفتاة خطان متوازيان لا يلتقيان أبداً بالنسبة للمجتمع ،،

لو تواجدت قليلاً في النوادي النسائية الرياضية لعرفت كيف يكون المسمى الصحيح للفتاة (الرياضية ) هي فتاة قد تكون كاملة الأنوثة لا يوجد بها صفات ذكورية كما يتداول بين الناس مؤخراً ، قد تكون من صنف الفتيات الحريصات على رشاقتهن وجمال أجسادهن ، وقد تكون من البدينات اللاتي يحرصن على وصولهن للجسد المثالي الذي قد تحلم به أي فتاة وقد يكون صنف يملأ وقته بما قد يعود عليها بالمزاج العالي بعد ممارسة الرياضة ،،

مؤخراً من قلة متابعتي لكأس العالم بحكم أنني فتاة ولا (افهم بالكورة ) كما ثقفني المجتمع ، التقيت بالفتيات العاشقات لكرة القدم ، العاشقات للرياضة نفسها ولخضار أرضية الملاعب وأحذية الدبابيس كما نطلق عليها وهتاف الجمهور وانصاف الحكام ، ومنهن عاشقات لوسامة لاعب أو شخصه ، ومنهن من يتبعن ما يسمعن أي ( معاهم معاهم ، عليهم عليهم ) ، ولم ألحظ ذلك التعصب الكروي الذي أراه بين الشباب ، لم ألحظ أيضاً الشجار والفراق الذي ينتج بعد نتائج المباريات ، لم ألحظ أيضاً المكالمات الطويلة لتحليل ما بعد المباراة ، لم ألحظ أيضاً تلك الغيرة المهنية القوية التي أراها اليوم بين المذيعين الرياضيين لا أراها في المذيعات ولا في الصحافة الرياضية النسائية ، هل ما أراه مثالياً بعيني ناتج عن قلة الخبرة لدى الفتيات في الرياضة ؟!
أم هو رقي في فكر الأنثى الرياضية وإثبات وتحدي منها للمجتمع الرافض لإقتحامها هذه الكينونة الذكورية ،،

مما جذبني مؤخراً اتجاه الكثير من الفتيات لبناء العضلات ولعب الحديد وتناول البروتينات ، لعلي ضمناَ أرفض اتجاهها هذا اذ ينتج عنه تغيرات تامة في بنية الفتاة الجسدية مثل (السكس باكس ) أو تقسيم البطن كما نراه على أجساد الشباب أيضاً اصبحنا نراه على أجساد فتيات رياضيات اليوم في النوادي يقضين ساعات وساعات في سبيل بناء تلك العضلات ،، ويجدن متعة معينة فيها تنبع من اثبات الذات والقدرة على فعل أي شيء يرتبط بالتحدي ،،;كما نرى العديد من الرجال يبحثون اليوم عن الفتاة الرياضية ذات القوام المتناسق ويبحثون أيضاً عمن تهتم بتشجيع الفرق لتخلق في بيته روحاً تشبه الروح التي قد يجدها في (الإستراحة مع الشباب ) وتستطيع مشاركته في كل اهتماماته

مانحاول الوصول إليه أن الفتاة الرياضية اليوم هي فتاة مكتملة الأنوثة ، ناضجة التفكير ، مشبعة العواطف ، طبيعية المعيشة ، لا يوجد بها أي خلل كما يتخيل للمجتمع ، بغض النظر عن الهدف الذي تبحث عنه ، لكننا نرى اليوم الفتاة تفوق الرجل بمراحل في ثقافتها الرياضية و (روحها ) الرياضية أيضاً سيراه البعض تهجماً أو تهكماً لحق من حقوق الرجل أن يمارس الرياضة وحده أو يشجع الفرق وحده ( ولا أعلم من الذي خصص هذا الحق للرجل ) ، والكثير من الرجال اليوم يستمتع بدخول المرأة لهذا المجال فهو بالتأكيد نوع من المشاركة والإقتسام بال (نصف ) ،، فالحزن على رحيل سامي الجابر أو على خسارة البرازيل اليوم لا يخص الرجل وحده وإنما فطر قلوب العديد من النساء ،، هنيئاً لكم قدومنا !!
بقلم (أميرة العباس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *