الهجرة إلى الشيطان!

خرج سرا إلى سوريا للانضمام إلى المجاهدين دفاعا عن الحق في وجه ظلم النظام السوري، لكنه لم يجد لا الجهاد الذي بحث عنه ولا العدو الذي أراد لقاءه!
يقول إن ما وجده عوضا عن ذلك هو مجموعة من الغرباء الذين وفدوا من كل جهات الأرض، جمعت بينهم السذاجة في طاعة عمياء لقادة مجهولين يوجهونهم لقتال أي عدو إلا النظام السوري، لقد أدرك مبكرا أنه ومن استدرج معه باسم الجهاد ليسوا إلا وقودا لحرب لا ناقة لهم ولا جمل فيها، حرب على المصالح والمغانم والسلطة التي تلبست لباس الدين لتستر عورة طلب الدنيا!
لكن أكثر ما لفت انتباهه أن هذه الجماعات التي اجتمعت باسم الجهاد ضد النظام السوري لا تكره هذا النظام الكافر بقدر ما تكره السعودية وكل ما تمثله السعودية، ملأهم الحقد والبغض حتى كاد يفتت قلوبهم السوداء!
أما ما جعله يفر عائدا، فهو أن المجاهد البريء الذي يأتي منتشيا بروح الجهاد الخالص لله، الحالم بحياة المجاهدين الأنقياء الذين قرأ عنهم في تاريخ صدر الإسلام سرعان ما يتم تحويله إلى شخص آخر يتلبسه شيطان التكفير واستباحة الدماء حتى يكاد لا يعرف نفسه، فيصبح عنده تكفير الآخرين أسهل من نفض ثوبه، وذبح الإنسان أسهل من ذبح دجاجة!
لقد وجد أنهم لا يصنعون هناك مجاهدين وشهداء بل يصنعون قتلة ومجرمين، يزرعون فيهم الكراهية للإنسان حتى تصبح الحياة عندهم معلقة بشفرة سكين وفتوى عقل معطل لم يعد يملك أمر نفسه فكيف بامتلاك أمر حياة أو موت غيره!
لقد نجا هذا الشاب السعودي بنفسه وعاد إلى حياته الطبيعية يتعبد إلى الله بخدمة مجتمعه المسلم بالعلم النافع الذي تعلمه، لكن ما زال هناك شباب أرادوا الهجرة إلى الله فهاجروا إلى الشيطان!

خالد السليمان 

نقلاً عن “عكاظ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *