في العيد.. اصنعوا الفرح وإن نزفت غزة!

كالعادة في كل عام أكتب، ومع قرب العيد ما هو مكرر، لكنه مهم بالنسبة لي كون الحال كما هو، ويحتاج إلى زمن لنقول خلاف ما نقول، فما زال الوضع الذي كتبت عنه قائما، حيث حال الأمة لا يسر، والوضع في سورية كما هو، وعادت غزة تنزف من جديد في هذا العام، فلا جديد ولهذا وكما قلت سأضطر إلى تكرار وإعادة ما كتبت من باب التذكير والتحفيز، فقد لمت من يتذمرون ويشكون ويتحسرون مرددين عبارات على وزن “ليت” العيد طل علينا و”احنا” في وضع أفضل، ليت العيد “جانا” و”احنا” في حال غير حالنا، “وشلون نعيد” ودم إخواننا في سورية ينزف. وقلت دع عنك ما تشتكي منه داخليا، وما تتألم منه خارجيا، واعلم أن الدنيا لا تخلو من المنغصات، واغتنم أيام العيد؛ لتدخل البهجة على أسرتك وعلى والديك وعلى أطفالك وعلى كل من تحب.
وزع ابتساماتك، وكلماتك الجميلة هنا وهناك، وادعُ لمن آلمك حالهم بالنصرة والرحمة، وأن يفرج الله عنهم كربهم.
في العيد هناك من يجيد الفرح والسعادة والترفيه، وهناك من ليس له من العيد إلا نوم وتعاسة ونفس “خايسة”.
وأضفت قائلا: ستسمع من يقول (زهق)، وستسمع من يقول (طفش)، وستسمع غيرهما يقولون (وين نروح)، وستسمع أسئلة ساخرة وعبارات متذمرة، لكنك لن تجد إلا القليل ممن يتقنون صناعة الفرح وإجادة المتعة بما أحل الله لنا في أعيادنا.
فالكل كما ذكرت يشكو والكل يتذمر، ولا أحد من أولئك يفكر في كسر حالة الشكوى وتحويلها إلى مشروع ينبض بالحياة عبر برامج أسرية داخل المنازل أو على الشواطئ أو في المزارع أو في الحدائق العامة لنكسر حالة الجمود المعتادة إلى حالة تشع فرحا وسعادة.
لنجرب في أول أيام العيد أو في اليوم الثاني والثالث بل وفي معظم أيام العطلة الدراسية والحكومية أن نستثمر مثل هذه المناسبات لندخل السرور إلى أنفسنا وإلى أسرنا وكل من حولنا، فالعيد أكل وذكر وسعادة.
أيضا مما قلته وأكرره أنني مسرور من أولئك الذين استجابوا لدعوتي واستحسنوا بعض الأفكار التي طرحتها، وسأذكر لكم مجددا بعض المبادرات التي حدثني عنها من استحسنوا ما كتبت، لعلها تحفز أناسا جددا على محاكاتها، فأحدهم قال لي استثمرنا العيد لنقيم حفل تكريم كبير لوالدتنا تضمن شراء هدايا لها من الأبناء والأحفاد، وكان له أثر كبير ليس على نفسية والدتنا فقط بل علينا كلنا، وثانيهم قال لي إنه بادر إلى شراء هدايا لزوجته وأبنائه ثم فوجئ بأن زوجته وأبناءه قد بادروا أيضا بشراء هدايا له، وثالثهم قال دعوت كافة أسرتي لمزرعتي الخاصة وأقمت حفلا لهم تخلله الكثير من الفقرات الترفيهية.
أنا على يقين أن هناك عددا ليس بقليل بادروا بصناعة الفرح لهم ولأسرهم في العيد، وهذا ما شجعني على التذكير مجددا بما طالبت بالقيام به في أيام العيد، وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

طارق إبراهيم
نقلا عن صحيفة (الوطن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *