إقالة مندوب الحرس الثوري بالخارجية الإيرانية.. والهدف إعادة فتح الحوار مع السعودية

الرياض - متابعة عناوين

أصدر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الأحد، قرارا بإقالة حسين أمير عبد اللهيان، كمساعد له في الشؤون العربية والأفريقية، وتعيين حسين جابري أنصاري خلفا له.

وقالت وكالة “إيرنا” الإيرانية الرسمية للأنباء، إن جابري أنصاري كان مديرا لمجموعة أبحاث الشرق الأوسط والخليج العربي بالخارجية، ومستشارا لمساعد وزير الخارجية في الشؤون العربية والأفريقية، ومديرا عاما لدائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسفيرا لإيران في ليبيا، وناطقا باسم الخارجية.

ويرى مراقبون أن عبد اللهيان يعتبر من الوجوه المتطرفة في الحكومة الإيرانية، وكان يمثل تيار المحافظين والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي في الخارجية الإيرانية، كما حدثت العديد من الخلافات الداخلية بين روحاني وظريف من جانب، وبين المرشد والحرس الثوري من جهة أخرى، حول بقاء عبد اللهيان في الخارجية الإيرانية.

ونقل موقع “عربي 21” عن مصادر من داخل إيران، بعض الأسباب الأسباب والدوافع التي تقف وراء إقالة أمير عبد اللهيان، مساعد ظريف السابق في الشؤون العربية والأفريقية، ومن أهمها الخلاف السعودي-الإيراني بالمنطقة.

وبعد الدور الهام الذي لعبه لوبي “ناياك” الإيراني في الولايات المتحدة الأمريكية بتقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران حول الملف النووي، والذي أدى لاحقا إلى الاتفاق النووي التاريخي مع إيران، فقد حاول اللوبي تقديم استشارته حول الأزمة السعودية- الإيرانية، محذرا دائما من التدخل السعودي في إجهاض الاتفاق النووي بسبب الاختلاف الحاصل بين البلدين في المنطقة، داعيا إلى عدم تعرض إيران للسعودية دبلوماسيا، للتقدم بالاتفاق.

ونصح “ناياك” الخارجية الإيرانية بإقالة من أسماه “ممثل الحرس الثوري بالخارجية الإيرانية”، وهو أمير عبد اللهيان، لإنجاح الحوار الإيراني- السعودي، حيث يعدّ عبداللهيان من أكثر الشخصيات عداء للسعودية وسياستها في المنطقة، وكان يهاجمها بصورة مستمرة بمؤتمراته الصحفية وفي الإعلام الإيراني.

وتنظر الخارجية الإيرانية إلى طلب “ناياك” بإقالة أمير عبد اللهيان على أنه طلب أمريكي، وأن الولايات المتحدة تنظر إلى وجود عبد اللهيان في الخارجية الإيرانية على أنه عقبة أمام تقدم الحوار السعودي-الإيراني بالمنطقة. وقوبل هذا الطلب برفض شديد من قبل المحافظين، الذين اعتبروا الموافقة على إقالته بمثابة “الخضوع الإيراني لضغوط واشنطن والرياض حول عبد اللهيان”.

ونقلت المصادر المطلعة أن سلطنة عمان نصحت الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف، بإقالة أمير عبد اللهيان، كبادرة حسن نية لإنجاح الحوار بين السعودية وإيران في المنطقة، لأن تصريحات عبد اللهيان المعادية للسعودية لا يمكن أن تساهم في تقدم أي حوار مستقبلا. ودعت السلطنة إلى هذه الإقالة “حتى تستطيع نقل هذه الرسالة إلى السعوديين، لتكون مقدمة دبلوماسية هامة في فتح الحوار بين البلدين”.

ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن إقالة عبد اللهيان مرتبطة بالحوار السعودي- الإيراني في المنطقة، بالإضافة إلى الدفع الأمريكي الواضح عن طريق لوبي “ناياك”، من أجل إعادة فتح الحوار بين السعودية وإيران حول الأزمات والحروب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وتأتي هذه التغيرات في ظل أنباء صحفية حول تغيير سياسة إيران الخارجية حيال عدة ملفات، أبرزها الأزمة السورية، في ظل الخسائر التي تتلقاها إيران هناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *