لنبدأ قبل أن تبدأ إيران

أصبح مؤكدا أنه علينا الاستعداد لمواجهة جديدة مع إيران بعد أن قررت منع مواطنيها من الحج هذا العام، وهو قرار لم نكن نتوقع أن تتخذه لأنه لا يوجد سبب منطقي يبرره، لكن اتضح الآن أن المماطلة السابقة التي مارستها لجنة الحج التي تمثلها مع الجانب السعودي لم تكن إلا توطئة لتعقيد الأمور في الاجتماع الأخير الذي غادرته فجأة ليتم بعد ذلك إعلان قرار منع الحجاج الإيرانيين وتحميل المسؤولية على الجانب السعودي كما جاء في البيان الإيراني. المفاوضات بين المسؤولين في المملكة والجانب الإيراني لم تكن تتعلق بملف نووي أو ترسيم حدود أو قضية سياسية شائكة، وإنما للتوقيع على محضر إنهاء ترتيبات الحج الذي وقعته ٧٤ دولة دون أي اعتراض على التنظيمات التي وضعتها المملكة للتيسير على الحجاج وأداء حجهم في أمان وراحة مع الالتزام باحترام الأنظمة والقوانين التي تمنع استغلال الحج لأي غرض آخر لا علاقة له به، إيران وحدها هي التي تصر على تحويل الحج إلى تظاهرة سياسية بأكثر من طريقة وأسلوب، ومواسم الحج السابقة شاهدة على ذلك. لكنها هذه المرة أرادت التمادي في اللعب بورقة الحج بسبب المواجهة معها لمنع تدخلاتها السافرة في الساحات العربية وتصدي المملكة لها بحزم وقوة. لقد سقطت ورقة التوت عنها فأرادت توظيف الحج لخلق أزمة جديدة تظن أنها ستحرج بها المملكة ولم تفكر أنها بهذا التصرف الأحمق تكشف نواياها السيئة وتزيد صفحتها سوادا.

بالتأكيد سوف تبدأ إيران في تشغيل آلتها الإعلامية وحشد لوبياتها في الخارج وتشغيل مرتزقتها في بعض وسائل الإعلام العربية، ولا بد أن نعترف بقوة وتأثير أذرعتها الإعلامية التي سوف تستخدمها هذه المرة بكثافة ضد المملكة، لذا فإن البيانات الرسمية المقتضبة التي تصدر لدينا بخصوص هذه القضية لن تكون كافية، وعلينا الاستباق بخطة إعلامية مدروسة وواسعة الانتشار توضح الحقائق وتفند مغالطات الإعلام الإيراني وتشرح الموقف الصحيح للمملكة وحيثياته، بل يجب أن تصل للشعب الإيراني ليعرف الجناية التي ارتكبتها حكومته بمنعه من أداء فريضة الحج.

سياسة الحلم والصبر والتحمل ستكون ضارة بنا هذه المرة ما لم نواجه إيران بقوة ونفضح كل ممارساتها السيئة وسقوطها الأخلاقي وعدم احترامها لقوانين وأنظمة الدول، واستهتارها بفريضة مقدسة لتحويلها إلى منبر سياسي تمارس فيه تصدير أفكارها المتخلفة.

حمود أبوطالب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *