زيدان والريال.. الماضي والحاضر والمستقبل

لشبونة ـ د.ب.أ :

قبل 12 عاما فقط ، نال أسطورة كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان لقب “بطل موقعة جلاسجو” لهدفه الرائع والأسطوري في المباراة النهائية لبطولة دوري أبطال أوروبا التي فاز فيها فريقه ريال مدريد الأسباني 2/1 على باير ليفركوزن الألماني باستاد “هامبدن بارك” في جلاسجو.

ويخوض زيدان غدا السبت النهائي الثاني له في دوري الأبطال ولكنه سيكون هذه المرة على مقاعد الجهاز الفني بصفته الرجل الثاني في الطاقم التدريبي للريال بعد الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني للفريق.

ويطمح زيدان ، هذا الساحر الفرنسي ، إلى مساعدة الفريق للفوز على أتلتيكو مدريد غدا في نهائي مدريدي خالص لدوري أبطال أوروبا في العاصمة البرتغالية لشبونة للمساهمة في فوز الريال بلقبه العاشر في المسابقة.

ولم تكن سعادة فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد بعد انتهاء “موقعة جلاسجو” في 15 أيار/مايو 2002 نابعة فقط من فوز الريال بلقبه التاسع في البطولة وإنما لأن الفوز جاء عن طريق الهدف الرائع الذي سجله زيدان الذي طالما نال إعجاب بيريز حيث اعتبره الشخصية الرياضية الأبرز.

وكان الهدف أيضا تتويجا لمشروع النجوم العمالقة “جالاكتيكوس” الذي قدمه بيريز للريال وكان في ذروته آنذاك من خلال وجود عدد من النجوم العمالقة في الفريق على شاكلة زيدان والبرتغالي لويس فيجو والبرازيلي روبرتو كارلوس.

وجاء الهدف اثر تمريرة أرسلة روبرتو كارلوس إلى منطقة الجزاء وحولها زيدان بشكل رائع إلى داخل المرمى لتكون واحدة من أبرز التسديدات في التاريخ الحديث لكرة القدم.

وقال سيرخيو راموس مدافع الريال “قدم زيدان واحدة من لمساته الساحرة التي اعتاد تقديمها. نأمل في أن يظل ساحرا”.

وبعد مرور 12 عاما على هذه الموقعة ، يمتلك زيدان الفرصة الآن لقيادة الفريق إلى الفوز باللقب العاشر في دوري الأبطال ولكن من على أحد مقاعد القيادة.

واعتزل زيدان اللعب في 2006 لشعوره بالإجهاد البدني والذهني رغم أن عقده مع الريال كان يمتد لعام آخر.

ورغم هذا لم يستطع بيريز أن يبتعد معشوقه زيدان عن النادي وبحث له عن المنصب الذي يجعله مرتبطا بالنادي سواء كان كسفير للنادي أو ممثل له أو مدير أو كمساعد للبرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني السابق للفريق.

ولكن زيدان لم يشعر بارتياح تجاه أي من هذه المناصب الذي عمل على تجربتها حتى وجد نفسه مجددا على مقاعد الطاقم التدريبي.

وقال النجم الفرنسي الكبير ، في مقابلة صحفية ، “عندما اعتزلت الكرة ، جربت أشياء عديدة مختلفة ورأيت أناس عديدين ودرست أمور عدة بشأن كرة القدم. ولكنك في النهاية ، تعود إلى ما يبث الطاقة في حياتك. أعتقد أن هذا هو المكان المناسب لي والذي يمكنني الشعور بالحياة فيه”.

ولدى سؤاله عن توليه المهمة في طاقم تدريب الفريق تحت قيادة المدير الفني أنشيلوتي ، قال زيدان إن القرار اتخذ بشكل مفاجئ من قبل بيريز. وأوضح “لم أكن أعلم أنني أريد العمل بالتدريب”.

وفي هذا المنصب ، حافظ زيدان على طبيعته الهادئة والخجولة ولكن باستثناء التعامل مع لاعبي الفريق حيث يساهم في إبداء رأيه وتقديم النصيحة والتعليمات في كثير من الأمور.

كما ساهم زيدان في تطور مستوى مواطنه كريم بنزيمة مهاجم الفريق وتأقلم اللاعب إيسكو سريعا مع الفريق وساهم أيضا في العمل على إعادة توجيه مهارة شابة مثل خيسي إضافة لمساهمته في قراءة المباريات وتوضيح نقاط القوة والضعف في الفرق المنافسة.

ووصف أنشيلوتي معاونه الفرنسي قائلا إنه شخصية هادئة وخجولة “يتحدث بشكل صائب وتستمع إليه”.

ولهذا ، يبدو زيدان مرشحا ليكون المدير الفني للريال في يوم ما علما بأن الشهور الماضية شهدت جدلا شديدا حول اتجاهه لتولي منصب المدير الفني في أي من فريقي بوردو وباستيا الفرنسيين بداية من الموسم المقبل ولكن هذا لم يترجم إلى واقع حتى الآن.

ويبقى الشيء المؤكد بنسبة كبيرة هو أن زيدان سيتولى منصب المدير الفني للريال في المستقبل القريب وينتظر أن يكون هذا في فترة رئاسة بيريز للنادي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *